محمد صلي الله عليه وسلم
صفحة 1 من اصل 1
محمد صلي الله عليه وسلم
محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب يعتبره المسلمون رسول الله للبشرية كافة ليعيد الناس لتوحيد الله وعبادته على ملة إبراهيم، ويؤمنون بأنه خاتم النبيين والرسل.[1][2][3]. عند ذكر اسمه، يُلحِق المسلمون عبارة صلى الله عليه وسلم لما جاء في القرآن والسنة النبوية مما يحثهم على الصلاة عليه،[4] ويزيدها بعضهم صلى الله عليه وآلهإتباعًا لما ورد في عدد من الأحاديث، وكذلك يضيف المسلمون السنة الصلاة على أصحابه أحيانا.
ولد في مكة في شهر ربيع الأول من عام الفيل [5][6] قبل ثلاث وخمسين سنة من الهجرة، ما يوافق سنة 570 ميلادياً و52 ق هـ.[7] وبعض المصادر تقول أنه ولد عام 571م [8] ولد يتيم الأب وفقد أمه في سن مبكرة فتربى في كنف جده عبد المطلب ثم من بعده عمه أبي طالب حيث ترعرع، وفي تلك الفترة كان يعمل بالرعي ثم عمل بالتجارة. تزوج في سن الخامسة والعشرين من خديجة بنت خويلد وأنجب منها كل ذريته باستثناء إبراهيم. كان حنيفياً قبل الإسلام يعبد الله على ملة إبراهيم
ويرفض عبادة الأوثان والممارسات الوثنية. يؤمن المسلمون أن الوحي نزل عليه
وكُلّف بالرسالة وهو ذو أربعين سنة، أمر بالدعوة سراً لثلاث سنوات، قضى
بعدهن عشر سنوات أخر في مكة مجاهراً بدعوة أهلها وكل من يرد إليها من
التجار والحجيج وغيرهم. هاجر إلى المدينة المنورة والمسماة يثرب آنذاك عام 622 وهو في الثالثة والخمسين من عمره، بعد أن تآمر عليه سادات قريش ممن عارض دعوته وسعى إلى قتله؛ فعاش فيها عشر سنين أخر داعياً إلى الإسلام، وأسس بها نواة الحضارة الإسلامية، التي توسعت لاحقاً وشملت مكة وكل المدن والقبائل العربية، حيث وحَّد العرب لأول مرة على ديانة توحيدية ودولة موحدة، ودعا لنبذ العنصرية والعصبية القبلية.[9][1
0]مصادر سيرته
كونه شخصية لها تأثير كبير في التاريخ؛ فإن حياة محمد وأعماله وأفكاره
قد تم مناقشتها على نطاق واسع من جانب أنصاره وخصومه على مر القرون، وأهم
مصادر كتابة سيرته.
القرآن
القرآن مصدر أساسي للمعرفة حول سيرة النبي. وإن كان القرآن لم يتناول كل سيرة محمد باستفاضة،[11] حيث ذكر فيه فقط بعض المواقف والأحداث وبعض صفاته وشمائله في عدة مواضع منه؛ فمثلا اشتملت سورة الأحزاب تفاصيل من سيرة محمد مع أزواجه وأصحابه كما تضمنت تفاصيل كثيرة عن غزوة الأحزاب.[12]
بحسب رأي بعض الباحثين، القرآن يستمد منه ملامح حياة محمد، فقد تعرض
لنشأته وأخلاقه وكفاحه في دعوته وأهم المعارك التي شارك فيها ومعجزاته،
وغيرها من الأحداث والوقائع، وإن كان لم يتعرض لتفاصيل هذه الوقائع بل
تعرض لها إجمالاً وذلك للتركيز على العبر والعظات المستخلصة من الأحداث.[13][14] يقول ألفورد ولش إن « القرآن يستجيب باستمرار وبصراحة في كثير من الأحيان إلى الظروف التاريخية المتغيرة لمحمد ويحتوي على ثروة من البيانات المخفية».[15]
ويعد القرآن أقدم وأوثق مصادر السيرة النبوية، فهو يرجع إلى عصر محمد
نفسه، كما يتفق المسلمين كافة على مدى العصور على نسخة واحدة منه رغم
اختلاف المذاهب والفرق الإسلامية.[13][14][16]
كتب السيرة والحديث
يلي القرآن في الأهمية كتب المغازي والسير والطبقات التي كتبت في القرنين الثالث والرابع الهجريين[17].
وتحتوي كتب السير والمغازي بأنواعها على الروايات التاريخية حول حياته
وأقوال ومعجزات منسوبة إليه، وتوفر المزيد من المعلومات عن حياته الشخصية.[18] وفقاً لبعض الباحثين، كانت هناك محاولات قديمة لتدوين السيرة النبوية كان من روادها عروة بن الزبير(توفي 92هـ) وأبان بن عثمان(توفي 105هـ) ووهب بن منبه (توفي 110هـ) وغيرهم، لكن أعمالهم بادت واندثرت بسبب سياسة منع تدوين التاريخ التي كانت سائدة في عصور الخلافة الراشدة وأغلب العصر الأموي، وإن روى الطبري بعضها.[13][19][20] من ثم يعد أقدم كتب السيرة هو السيرة النبوية لابن إسحاق (توفي 152هـ)، حيث ألف كتاب السيرة النبوية. النسخة الأصلية منه مفقودة، ولكن أعاد كتابتها ابن هشام (توفي 213هـ أو 218هـ) في كتابه تهذيب السيرة الذي جمعه بناء على روايات من شيخه البكائي عن ابن إسحاق، كما اعتمد الطبري (224هـ : 310هـ) على أخبار رويت عن ابن إسحاق بشكل أساسي في الجزء الخاص بالسيرة النبوية من كتابه تاريخ الطبري.[11][13] مصدر آخر ظهر في وقت مبكر هو المغازي لمحمد بن عمر الواقدي130 : 207 هـ)، وعمل تلميذه ابن سعد البغدادي (توفي 230 هـ) والمسمى بالطبقات الكبرى.[17] الكثير من الباحثين تعاملوا مع هذه السير كمصدر صحيح، على الرغم من كون دقتها غير مؤكدة.[11] لاحقاً عمل الباحثين على التمييز بين الأساطير والروايات الدسيسة والمكذوبة من جهة والروايات التاريخية البحتة من جهة أخرى.[21] (
بالإضافة إلى السير، هناك كتب الحديث
وبها روايات عن أقوال وأفعال محمد منقولة عبر سلسلة من الرواة عبر عدة
أجيال بعد وفاته. وهي ذات قيمة مقدسة لدى المسلمين فيعتبرونها المصدر
الثاني من مصادر التشريع الإسلامي. وظهرت علوم مختلفة للتأكد من وثوقية الحديث لكي يأخذ به المسلمون كمصدر للشريعة. بعض الأكاديميين الغربيين يعتبرون الأحاديث مصدراً دقيقاً للمرويات التاريخية.[22][23] على سبيل المثال ويلفرد مادلونغ
الذي لا يرفض الروايات التي ظهرت في فترات بعيدة زمنياً عن حياة محمد،
ولكن يقيمها من خلال تناسقها في السياق التاريخي، وعلى أساس مدى توافقها
مع الأحداث والشخصيات.[24] بينما استخدم معظم المؤرخين المسلمين القدامى طريقة السند
لتوثيق الروايات سواء في كتب التاريخ والسيرة أو كتب الحديث. وتعتمد تلك
الطريقة على نسب كل رواية لراويها ومن رواها عنه وهكذا إلى أن تصل سلسلة
السند لشخص كان يعيش في زمن محمد، فتكون الرواية صحيحة إذا كان سندها
صحيحا وهو ما يعتمد على ثقة المؤرخ في كل راوٍ من سلسلة الرواة.[16] بداية من القرن الخامس الهجري
-تقريباً- توقفت الرواية في السنة والسيرة النبوية بالإسناد حيث صارت
المؤلفات تغفل الإسناد، ويرجع المصنفون إلى الكتب والمؤلفات بدلاً من
التلقي المباشر من الرواة والشيوخ، وصار الإسناد إلى الكتب والإجازة.[20]
على أن التدوين المتفرق للأحاديث قد حصل في فترة الصحابة والتابعين الذين
ارتأوا الرخصة في ذلك. من تلك المحاولات -لأهل السنة- صحيفة همام بن منبه تلميذ أبو هريرة والتي كتبت في منتصف القرن الأول للهجرة، السابع الميلادي؛ واحتوت 114 حديث.[25] الصحيفة الأصلية غير موجودة، لكن نقلها بعض المؤرخين مثل الذهبي عبر سلسلة من الرواة، ويوجد الآن نسخ مخطوطة عنها.[26] ويُعتقد أن بعض الأحاديث الواردة في هذه الصحيفة نقلت كما هي إلى صحيحي البخاري ومسلم.[27] ومن الكتب الشيعية كتاب سليم بن قيس (توفي 76 هـ) وهو تلميذ علي بن أبي طالب، يوجد عدة نسخ منه وهناك اختلاف حول صحة تلك النسخ.
هناك كذلك أنواع أخرى من المصادر؛ مثل كتب تفسير القرآن وأسباب النزول،
ذلك أن رجال الدين الإسلامي يعتمدون على شرح القرآن بشكل أساسي على
تفسيرات القرون الإسلامية الأولى، بما في ذلك الآيات التي تتناول حياة
محمد. ومن أمثلتها تفسير ابن كثير وتفسير الطبري وتفسير ابن الجوزي.[28].
كذلك كتب الدلائل والشمائل. فكتب دلائل النبوة تحتوي على معجزات محمد
التي تدل على نبوته حسب التراث الإسلامي، أما كتب الشمائل فتركز على صفاته
وأخلاقياته، وذلك كله بالاستناد إلى
أحاديث ومرويات تاريخية مختلفة، مما
يكسب هذه الكتب أهمية كبيرة في دراسة حياة محمد. إضافة إلى كتب التاريخ
التي تتناول التاريخ بشكل عام وتتطرق إلى السيرة النبوية كتاريخ الطبري
وتاريخ ابن خلدون وغيرها.[
28
ولد في مكة في شهر ربيع الأول من عام الفيل [5][6] قبل ثلاث وخمسين سنة من الهجرة، ما يوافق سنة 570 ميلادياً و52 ق هـ.[7] وبعض المصادر تقول أنه ولد عام 571م [8] ولد يتيم الأب وفقد أمه في سن مبكرة فتربى في كنف جده عبد المطلب ثم من بعده عمه أبي طالب حيث ترعرع، وفي تلك الفترة كان يعمل بالرعي ثم عمل بالتجارة. تزوج في سن الخامسة والعشرين من خديجة بنت خويلد وأنجب منها كل ذريته باستثناء إبراهيم. كان حنيفياً قبل الإسلام يعبد الله على ملة إبراهيم
ويرفض عبادة الأوثان والممارسات الوثنية. يؤمن المسلمون أن الوحي نزل عليه
وكُلّف بالرسالة وهو ذو أربعين سنة، أمر بالدعوة سراً لثلاث سنوات، قضى
بعدهن عشر سنوات أخر في مكة مجاهراً بدعوة أهلها وكل من يرد إليها من
التجار والحجيج وغيرهم. هاجر إلى المدينة المنورة والمسماة يثرب آنذاك عام 622 وهو في الثالثة والخمسين من عمره، بعد أن تآمر عليه سادات قريش ممن عارض دعوته وسعى إلى قتله؛ فعاش فيها عشر سنين أخر داعياً إلى الإسلام، وأسس بها نواة الحضارة الإسلامية، التي توسعت لاحقاً وشملت مكة وكل المدن والقبائل العربية، حيث وحَّد العرب لأول مرة على ديانة توحيدية ودولة موحدة، ودعا لنبذ العنصرية والعصبية القبلية.[9][1
0]مصادر سيرته
كونه شخصية لها تأثير كبير في التاريخ؛ فإن حياة محمد وأعماله وأفكاره
قد تم مناقشتها على نطاق واسع من جانب أنصاره وخصومه على مر القرون، وأهم
مصادر كتابة سيرته.
القرآن
القرآن مصدر أساسي للمعرفة حول سيرة النبي. وإن كان القرآن لم يتناول كل سيرة محمد باستفاضة،[11] حيث ذكر فيه فقط بعض المواقف والأحداث وبعض صفاته وشمائله في عدة مواضع منه؛ فمثلا اشتملت سورة الأحزاب تفاصيل من سيرة محمد مع أزواجه وأصحابه كما تضمنت تفاصيل كثيرة عن غزوة الأحزاب.[12]
بحسب رأي بعض الباحثين، القرآن يستمد منه ملامح حياة محمد، فقد تعرض
لنشأته وأخلاقه وكفاحه في دعوته وأهم المعارك التي شارك فيها ومعجزاته،
وغيرها من الأحداث والوقائع، وإن كان لم يتعرض لتفاصيل هذه الوقائع بل
تعرض لها إجمالاً وذلك للتركيز على العبر والعظات المستخلصة من الأحداث.[13][14] يقول ألفورد ولش إن « القرآن يستجيب باستمرار وبصراحة في كثير من الأحيان إلى الظروف التاريخية المتغيرة لمحمد ويحتوي على ثروة من البيانات المخفية».[15]
ويعد القرآن أقدم وأوثق مصادر السيرة النبوية، فهو يرجع إلى عصر محمد
نفسه، كما يتفق المسلمين كافة على مدى العصور على نسخة واحدة منه رغم
اختلاف المذاهب والفرق الإسلامية.[13][14][16]
كتب السيرة والحديث
يلي القرآن في الأهمية كتب المغازي والسير والطبقات التي كتبت في القرنين الثالث والرابع الهجريين[17].
وتحتوي كتب السير والمغازي بأنواعها على الروايات التاريخية حول حياته
وأقوال ومعجزات منسوبة إليه، وتوفر المزيد من المعلومات عن حياته الشخصية.[18] وفقاً لبعض الباحثين، كانت هناك محاولات قديمة لتدوين السيرة النبوية كان من روادها عروة بن الزبير(توفي 92هـ) وأبان بن عثمان(توفي 105هـ) ووهب بن منبه (توفي 110هـ) وغيرهم، لكن أعمالهم بادت واندثرت بسبب سياسة منع تدوين التاريخ التي كانت سائدة في عصور الخلافة الراشدة وأغلب العصر الأموي، وإن روى الطبري بعضها.[13][19][20] من ثم يعد أقدم كتب السيرة هو السيرة النبوية لابن إسحاق (توفي 152هـ)، حيث ألف كتاب السيرة النبوية. النسخة الأصلية منه مفقودة، ولكن أعاد كتابتها ابن هشام (توفي 213هـ أو 218هـ) في كتابه تهذيب السيرة الذي جمعه بناء على روايات من شيخه البكائي عن ابن إسحاق، كما اعتمد الطبري (224هـ : 310هـ) على أخبار رويت عن ابن إسحاق بشكل أساسي في الجزء الخاص بالسيرة النبوية من كتابه تاريخ الطبري.[11][13] مصدر آخر ظهر في وقت مبكر هو المغازي لمحمد بن عمر الواقدي130 : 207 هـ)، وعمل تلميذه ابن سعد البغدادي (توفي 230 هـ) والمسمى بالطبقات الكبرى.[17] الكثير من الباحثين تعاملوا مع هذه السير كمصدر صحيح، على الرغم من كون دقتها غير مؤكدة.[11] لاحقاً عمل الباحثين على التمييز بين الأساطير والروايات الدسيسة والمكذوبة من جهة والروايات التاريخية البحتة من جهة أخرى.[21] (
بالإضافة إلى السير، هناك كتب الحديث
وبها روايات عن أقوال وأفعال محمد منقولة عبر سلسلة من الرواة عبر عدة
أجيال بعد وفاته. وهي ذات قيمة مقدسة لدى المسلمين فيعتبرونها المصدر
الثاني من مصادر التشريع الإسلامي. وظهرت علوم مختلفة للتأكد من وثوقية الحديث لكي يأخذ به المسلمون كمصدر للشريعة. بعض الأكاديميين الغربيين يعتبرون الأحاديث مصدراً دقيقاً للمرويات التاريخية.[22][23] على سبيل المثال ويلفرد مادلونغ
الذي لا يرفض الروايات التي ظهرت في فترات بعيدة زمنياً عن حياة محمد،
ولكن يقيمها من خلال تناسقها في السياق التاريخي، وعلى أساس مدى توافقها
مع الأحداث والشخصيات.[24] بينما استخدم معظم المؤرخين المسلمين القدامى طريقة السند
لتوثيق الروايات سواء في كتب التاريخ والسيرة أو كتب الحديث. وتعتمد تلك
الطريقة على نسب كل رواية لراويها ومن رواها عنه وهكذا إلى أن تصل سلسلة
السند لشخص كان يعيش في زمن محمد، فتكون الرواية صحيحة إذا كان سندها
صحيحا وهو ما يعتمد على ثقة المؤرخ في كل راوٍ من سلسلة الرواة.[16] بداية من القرن الخامس الهجري
-تقريباً- توقفت الرواية في السنة والسيرة النبوية بالإسناد حيث صارت
المؤلفات تغفل الإسناد، ويرجع المصنفون إلى الكتب والمؤلفات بدلاً من
التلقي المباشر من الرواة والشيوخ، وصار الإسناد إلى الكتب والإجازة.[20]
على أن التدوين المتفرق للأحاديث قد حصل في فترة الصحابة والتابعين الذين
ارتأوا الرخصة في ذلك. من تلك المحاولات -لأهل السنة- صحيفة همام بن منبه تلميذ أبو هريرة والتي كتبت في منتصف القرن الأول للهجرة، السابع الميلادي؛ واحتوت 114 حديث.[25] الصحيفة الأصلية غير موجودة، لكن نقلها بعض المؤرخين مثل الذهبي عبر سلسلة من الرواة، ويوجد الآن نسخ مخطوطة عنها.[26] ويُعتقد أن بعض الأحاديث الواردة في هذه الصحيفة نقلت كما هي إلى صحيحي البخاري ومسلم.[27] ومن الكتب الشيعية كتاب سليم بن قيس (توفي 76 هـ) وهو تلميذ علي بن أبي طالب، يوجد عدة نسخ منه وهناك اختلاف حول صحة تلك النسخ.
هناك كذلك أنواع أخرى من المصادر؛ مثل كتب تفسير القرآن وأسباب النزول،
ذلك أن رجال الدين الإسلامي يعتمدون على شرح القرآن بشكل أساسي على
تفسيرات القرون الإسلامية الأولى، بما في ذلك الآيات التي تتناول حياة
محمد. ومن أمثلتها تفسير ابن كثير وتفسير الطبري وتفسير ابن الجوزي.[28].
كذلك كتب الدلائل والشمائل. فكتب دلائل النبوة تحتوي على معجزات محمد
التي تدل على نبوته حسب التراث الإسلامي، أما كتب الشمائل فتركز على صفاته
وأخلاقياته، وذلك كله بالاستناد إلى
أحاديث ومرويات تاريخية مختلفة، مما
يكسب هذه الكتب أهمية كبيرة في دراسة حياة محمد. إضافة إلى كتب التاريخ
التي تتناول التاريخ بشكل عام وتتطرق إلى السيرة النبوية كتاريخ الطبري
وتاريخ ابن خلدون وغيرها.[
28
| | | | | |
رد: محمد صلي الله عليه وسلم
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وعدنان من ذرية إسماعيل بن إبراهيم، غير أنه لم يحدد عدد ولا أسماء من كانوا بين عدنان وإسماعيل وإن ثبتت الصلة بينهما.[42][43][44]
أبوه عبد الله بن عبد المطلب
كان أحسن أبناء أبيه وأعفهم وأقربهم إليه، وهو الذبيح، الذي فداه أبوه
بمئة من الإبل في الواقعة المعروفة حسب التراث الإسلامي، واختار له أبوه عبد المطلب آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، وتعد يومئذ أفضل امرأة في قريش نسباً وموضعاً، فكان أبوها سيد بني زهرة نسباً وشرفاً، فزوجها له وهو في الخامسة والعشرين.[42]
حياته قبل البعثة
أبوه عبد الله بن عبد المطلب
كان أحسن أبناء أبيه وأعفهم وأقربهم إليه، وهو الذبيح، الذي فداه أبوه
بمئة من الإبل في الواقعة المعروفة حسب التراث الإسلامي، واختار له أبوه عبد المطلب آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، وتعد يومئذ أفضل امرأة في قريش نسباً وموضعاً، فكان أبوها سيد بني زهرة نسباً وشرفاً، فزوجها له وهو في الخامسة والعشرين.[42]
| | | | | | | | | | | | | قصي 400 | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| | عبد العزى | | | | | | | | | عبد مناف 430 | | | | | | | | عبد الدار | | | | | | | | | | | | | | | | | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| | أسد | | | | مطلب | | | هاشم 464 | | | | نوفل | | | | عبد شمس | | | | | | | | | | | | | | | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| | خويلد | | | | | | | | | عبد المطلب 497 | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
عوام | | خديجة | | حمزة | | | عبد الله 545 | | | | أبو طالب | | | عباس | | | | | | | | | | | | | | | | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| | | | | | | | | | | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الزبير | | | | | | | | | | | | محمد 571 | | علي 599 | | عقيل | | جعفر | | | | | | | | | | | | | | | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| | | | | | | | | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| | | | | | | | فاطمة | | | | | | | | | | | | مسلم | | | | | | | | | | | | | | | | | | | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| | | | | | | | | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| | | | | | | | | | | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| | | | | | | | حسن 625 | | | | | | | حسين 626 | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: محمد صلي الله عليه وسلم
حياته قبل البعثة
مقال تفصيلي :نشأة محمد بن عبد الله
نشأته
ولد محمد بمكة وهناك إختلاف في مكان ولادته بمكة فهناك من يقول أن ولد في شعب بني هاشم (بطن من بطون قريش) وهناك من يقول أنه ولد بالرَّدم، وهناك من يقول أنه ولد بعسفان [45] أما عن يوم المولد فبحسب أهل السنة فإنه ولد يوم الإثنين الثامن [46] أو الثاني عشر من شهر ربيع الأول [47][48] من عام الفيل، ويوافق ذلك العشرين أو اثنين وعشرين من شهر أبريل سنة 571م [49] (أو 570 وحتى 568 أو 569 حسب بعض الدراسات [50])، أما المصادر الشيعية فتقول بولادته فجر الجمعة السابع عشر من ربيع الأول[51] من عام الفيل. مرض أبوه عبد الله بالمدينة وتوفي، قيل ما يقرب من ستة أشهر قبل أن يولد (وهو المشهور عند المؤرخين)،[52] أو بعد ذلك بقليل [53]، والثابت أن آمنة ولدت محمدا في غياب عبد الله، فأرسلت إلى عبد المطلب تبشره بحفيده ففرح به فرحا شديدا، وجاء مستبشرا ودخل به الكعبة شاكرا الله، واختار له اسم محمد ولم تكن العرب تسمي به آن ذاك، وختنه يوم سابعه كما كانت عادة العرب. أول من أرضعته من المراضع - وذلك بعد أمه بأسبوع [42] - ثويبة مولاة أبي لهب بلبن ابن لها يقال له مسروح، وكانت قد أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب، وأرضعت بعده أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي، ثم عرض على مرضعات بني سعد بن بكر، فما قبله ليتمه والخوف من قلة ما يعود من أهله أحد إلا حليمة بنت أبي ذؤيب وزوجها الحارث بن عبد العزى، وإخوته منها عبد الله بن الحارث وأنيسة بنت الحارث والشيماء بنت الحارث [42]، وكانت تحضن معه ابن عمه أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وكان حمزة رضيع بني سعد أيضا، فأرضعت أمه محمدا وهو عند حليمة يوما، وبذلك يكون حمزة رضيع رسول الله من جهة ثويبة ومن جهة السعدية [54]، وكانت حليمة تذهب به لأمه كل بضعة أشهر، وقد عاش في بني سعد سنتين حتى الفطام وعادت به حليمة إلى أمه لتقنعها بتمديد حضانته خوفا من وباء بمكة وقتها ولبركة رأتها وزوجها من هذا الرضيع فوافقت آمنة [42]. كان محمد في الرابعة أو الخامسة من عمره حين حدث له ما يعرف بحادث شق الصدر،[55][56]، التي يؤمن المسلمون بحدوثها.
روي عن مسلم عن أنس بن مالك في صحيح مسلم :
بني عدي بن النجار تزيره إياهم، ومعها حاضنته أم أيمن وقيمها جده عبد المطلب، فبقيت عندهم شهرا ثم رجعت، وفي طريق عودتها لحقها المرض فتوفيت بالأبواء بين مكة والمدينة.[59] فرجع عبد المطلب بمحمد بعد ذلك ليعيش معه بين أولاده، فكان يكبره بينهم ويعطف عليه ويرق لما زاد اليتيم يتما على يتمه، إلى أن توفي عبد المطلببمكة ومحمد ابن ثماني سنوات، ورأى قبل وفاته أن يعهد بكفالة حفيده إلى عمه أبو طالب شقيق أبيه [43]، فكفله أبو طالب وضمه لأولاده وقدمه عليهم، وظل يعزه ويحميه ويؤازره ما يربو على الأربعين سنة، يصادق ويخاصم من أجله حتى توفي في عام الحزن.
خشيت حليمة على محمد بعد هذه الواقعة فردته إلى أمه. فلما بلغ ست سنين سافرت به أمه إلى أخواله من
كان محمد في البداية يرعى الغنم في بني سعد، وفي مكة لأهلها على
قراريط، ثم سافر وعمره 9 سنوات -حسب رواية ابن هشام- مع عمه إلى الشام في
التجارة،[60] إلا أنه لم يكمل طريقه وعاد مع عمه فورا إلى مكة بعد أن لقي الراهب بحيرى في بصرى بالشام الذي أخبره أن هذا الغلام سيكون له شأن عظيم بعد أن وجد فيه علامات النبوة، وخشى عليه من أذى اليهود،[61] وإن كان يشكك البعض في صحة لقاء الراهب.[62]
لقب بمكة بالصادق الأمين [63]، فكان الناس يودعونه أماناتهم لما اشتهر به من أمانة. لما أعادت قريش بناء الكعبة واختلفوا فيمن يضع الحجر الأسود
في موضعه، فاتفقوا على أن يضعه أول شخص يدخل عليهم فلما دخل عليهم محمد
قالوا جاء الأمين فرضوا به فأمر بثوب فوضع الحجر في وسطه وأمر كل قبيلة أن
ترفع بجانب من جوانب الثوب ثم أخذ الحجر فوضعه موضعه [6
مقال تفصيلي :نشأة محمد بن عبد الله
نشأته
ولد محمد بمكة وهناك إختلاف في مكان ولادته بمكة فهناك من يقول أن ولد في شعب بني هاشم (بطن من بطون قريش) وهناك من يقول أنه ولد بالرَّدم، وهناك من يقول أنه ولد بعسفان [45] أما عن يوم المولد فبحسب أهل السنة فإنه ولد يوم الإثنين الثامن [46] أو الثاني عشر من شهر ربيع الأول [47][48] من عام الفيل، ويوافق ذلك العشرين أو اثنين وعشرين من شهر أبريل سنة 571م [49] (أو 570 وحتى 568 أو 569 حسب بعض الدراسات [50])، أما المصادر الشيعية فتقول بولادته فجر الجمعة السابع عشر من ربيع الأول[51] من عام الفيل. مرض أبوه عبد الله بالمدينة وتوفي، قيل ما يقرب من ستة أشهر قبل أن يولد (وهو المشهور عند المؤرخين)،[52] أو بعد ذلك بقليل [53]، والثابت أن آمنة ولدت محمدا في غياب عبد الله، فأرسلت إلى عبد المطلب تبشره بحفيده ففرح به فرحا شديدا، وجاء مستبشرا ودخل به الكعبة شاكرا الله، واختار له اسم محمد ولم تكن العرب تسمي به آن ذاك، وختنه يوم سابعه كما كانت عادة العرب. أول من أرضعته من المراضع - وذلك بعد أمه بأسبوع [42] - ثويبة مولاة أبي لهب بلبن ابن لها يقال له مسروح، وكانت قد أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب، وأرضعت بعده أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي، ثم عرض على مرضعات بني سعد بن بكر، فما قبله ليتمه والخوف من قلة ما يعود من أهله أحد إلا حليمة بنت أبي ذؤيب وزوجها الحارث بن عبد العزى، وإخوته منها عبد الله بن الحارث وأنيسة بنت الحارث والشيماء بنت الحارث [42]، وكانت تحضن معه ابن عمه أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وكان حمزة رضيع بني سعد أيضا، فأرضعت أمه محمدا وهو عند حليمة يوما، وبذلك يكون حمزة رضيع رسول الله من جهة ثويبة ومن جهة السعدية [54]، وكانت حليمة تذهب به لأمه كل بضعة أشهر، وقد عاش في بني سعد سنتين حتى الفطام وعادت به حليمة إلى أمه لتقنعها بتمديد حضانته خوفا من وباء بمكة وقتها ولبركة رأتها وزوجها من هذا الرضيع فوافقت آمنة [42]. كان محمد في الرابعة أو الخامسة من عمره حين حدث له ما يعرف بحادث شق الصدر،[55][56]، التي يؤمن المسلمون بحدوثها.
روي عن مسلم عن أنس بن مالك في صحيح مسلم :
| أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه، فصرعه، فشق عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه - أي جمعه وضم بعضه إلى بعض - ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه - يعني ظئره - فقالوا: إن محمدا قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون. قال أنس: وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره.[57][58] | |
بني عدي بن النجار تزيره إياهم، ومعها حاضنته أم أيمن وقيمها جده عبد المطلب، فبقيت عندهم شهرا ثم رجعت، وفي طريق عودتها لحقها المرض فتوفيت بالأبواء بين مكة والمدينة.[59] فرجع عبد المطلب بمحمد بعد ذلك ليعيش معه بين أولاده، فكان يكبره بينهم ويعطف عليه ويرق لما زاد اليتيم يتما على يتمه، إلى أن توفي عبد المطلببمكة ومحمد ابن ثماني سنوات، ورأى قبل وفاته أن يعهد بكفالة حفيده إلى عمه أبو طالب شقيق أبيه [43]، فكفله أبو طالب وضمه لأولاده وقدمه عليهم، وظل يعزه ويحميه ويؤازره ما يربو على الأربعين سنة، يصادق ويخاصم من أجله حتى توفي في عام الحزن.
خشيت حليمة على محمد بعد هذه الواقعة فردته إلى أمه. فلما بلغ ست سنين سافرت به أمه إلى أخواله من
كان محمد في البداية يرعى الغنم في بني سعد، وفي مكة لأهلها على
قراريط، ثم سافر وعمره 9 سنوات -حسب رواية ابن هشام- مع عمه إلى الشام في
التجارة،[60] إلا أنه لم يكمل طريقه وعاد مع عمه فورا إلى مكة بعد أن لقي الراهب بحيرى في بصرى بالشام الذي أخبره أن هذا الغلام سيكون له شأن عظيم بعد أن وجد فيه علامات النبوة، وخشى عليه من أذى اليهود،[61] وإن كان يشكك البعض في صحة لقاء الراهب.[62]
لقب بمكة بالصادق الأمين [63]، فكان الناس يودعونه أماناتهم لما اشتهر به من أمانة. لما أعادت قريش بناء الكعبة واختلفوا فيمن يضع الحجر الأسود
في موضعه، فاتفقوا على أن يضعه أول شخص يدخل عليهم فلما دخل عليهم محمد
قالوا جاء الأمين فرضوا به فأمر بثوب فوضع الحجر في وسطه وأمر كل قبيلة أن
ترفع بجانب من جوانب الثوب ثم أخذ الحجر فوضعه موضعه [6
رد: محمد صلي الله عليه وسلم
زواجه بخديجة
بلغ خديجة بنت خويلد، وهي امرأة تاجرة ذات شرف ومال [65]
عن محمد ما بلغها من أمانته، فبعثت إليه عارضة عليه أن يخرج في مال لها
إلى الشام، وأعطته أفضل مما أعطت غيره من التجار، كما وهبته غلاما يدعى
ميسرة، خرج محمد مع ميسرة حتى قدم الشام، فاشترى البضائع ولما عاد إلى مكة
باع بضاعته فربح الضعف تقريبا. بعد عودته من رحلة تجارية إلى الشام
وما جاء به من ربح عرضت خديجة عليه الزواج فرضى بذلك، وعرض ذلك على
أعمامه، ثم تزوجها بعد أن أصدقها عشرين بكرة وكان سنها آنذاك أربعين سنة،
وفي كتب الشيعة خمسة وعشرين سنة كما ذكر البيهقي أن خديجة عليها السلام
توفيت وعمرها خمسين سنة، وهو أصح [66]، أو ثمانية وعشرين سنة كما روى الخوارزمي والحاكم [67] وهو في الخامسة والعشرين، ولم يتزوج غيرها حتى ماتت.
أنجب من خديجة كل أولاده إلا إبراهيم فهو من مارية القبطية، وهم القاسم وعبد الله وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة.
فأما القاسم وعبد الله فماتا في الجاهلية وأما بناته فكلهن أدركن الإسلام
فأسلمن وهاجرن معه. إلا أنهن أدركتهن الوفاة في حياته سوى فاطمة الزهراء فقد ماتت بعده.
دعوته
كان حنيفيا قبل تكليفه يعبد الله على ملة إبراهيم
ويرفض عبادة الأوثان والممارسات الوثنية. وببدء نزول الوحي تم تكليفه
بالدعوة للإسلام ولعبادة رب واحد، كان عندها عمره يناهز الأربعين سنة. شرع
في الدعوة في أول الأمر سراً ولثلاث سنوات، قضى بعدهن عشر سنوات أخر في
مكة مجاهراً بدعوة أهلها وكل من يرد إليها من التجار والحجيج وغيرهم.
نزول الوحي
غار حراء، حيث يؤمن المسلمون أن وحيا من الله نزل إلى محمد هناك
اعتاد محمد على الاختلاء بنفسه خلال شهر رمضان في بغار حراء (بجبل النور على بعد نحو ميلين من مكة)، فيأخذ معه الطعام والماء ليقيم فيه الشهر بأكمله ليتعبد ويتأمل.[68].
تقول الرواية الشائعة أن الوحي نزل لأول مرّة على محمد وهو في غار حراء، فيروي البخاري في صحيحه:[69]
وفي رواية أخرى أن جبريل جاءه جالسا على كرسي بين السماء والأرض، ففر منه رعباً حتى هوى إلى الأرض، فذهب إلى زوجه خديجة فقال: «دثروني دثروني، وصبوا علي ماءً بارداً»، فنزلت: ﴿يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾«74:1»﴿قُمْ فَأَنْذِرْ﴾«74:2»﴿وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ﴾«74:3»﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾«74:4»﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾«74:5»،[64] ويقال أن هذه الآيات هي أول ما نزل عليه من القرآن، وبحسب الرواية الأولى فإن أول ما نزل عليه آيات من أول سورة العلق. ثم بدأ الوحي ينزل ويتتابع لمدة ثلاثة وعشرين عاماً حتى وفاته.[70]
بداية الدعوة
مقال تفصيلي :بداية الدعوة المحمدية
ممن سبق إلى الإسلام خديجة بنت خويلد، وابن عمه علي بن أبي طالب[71]، وقد أسلم قبل أبي بكر ولكنه كان يكتم إسلامه أما الصحابي أبو بكر فكان أول من أظهر الإسلام[72]. جمع الرسول محمد أهله وأقاربه وعرض عليهم الإسلام فلم يجبه إلا علي [73] - ومولاه الصحابي زيد بن حارثة، والصحابي أبو بكر الصديق. أسلم هؤلاء في أول أيام الدعوة. واستمرت الدعوة سراً لمدة ثلاث سنوات ثم نزل الوحي يكلف الرسول بإعلان الدعوة والجهر بها. وكان صبيا ابن عشر سنين يعيش في كفالة محمد وأسلم بعد النبوة بسنة
وفقا لابن سعد، لم تعارض قريش محمدا ودعوته إلا بعد أن نزلت آيات في ذم الأصنام وعبادتها.[74] في حين يتمسك مفسرو القرآن وبعض كتاب السيرة بأن المعارضة تزامنت مع بدء الدعوة الجهرية للإسلام.[75]
كما كانت زيادة عدد الداخلين في الإسلام تمثل خطرا على نظام الحياة
الدينية في مكة، مما يؤثر سلبا على القوة الاقتصادية لقريش التي تستمدها
من حماية الكعبة وخدمة الحجيج وتوافدهم إلى المدينة، فكانت دعوة محمد تعرض
كل هذا للفناء. عرض كبار تجار قريش على محمد التخلي عن دعوته -وفي رواية
ابن سعد التوقف عن شتم آلهتهم- في مقابل مشاركته التجارة ودخوله ضمن
صفوفهم، والزواج من بناتهم لبناء مركزه بينهم، بيد أنه رفض.[76] فعرضوا عليه أن يعبد آلهتهم سنة ويعبدون الله سنة بحسب تاريخ الطبري، فأخبرهم أنه سينتظر أمر الله، فنزلت الآيات ﴿قل يأيها الكافرون، لا أعبد ما تعبدون﴾، كما نزلت الآيات: ﴿قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون﴾ إلى الآية: ﴿بل الله فاعبد وكن من الشاكرين﴾.
قالوا عن محمد: إنه مصاب بنوع من الجنون، وقالوا: إن له جناً أو
شيطاناً يتنزل عليه كما ينزل الجن والشياطين على الكهان، وقالوا شاعر،
وقالوا ساحر، وكانوا يعملون للحيلولة بين الناس وبين سماعهم القرآن، ومعظم شبهاتهم دارت حول توحيد الله، ثم رسالته، ثم بعث الأموات ونشرهم وحشرهم يوم القيامة وقد رد القرآنأبو بكر
ودفع عقبة عن الرسول وقال : {أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَنْ يَقُولَ
رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ}[77]
على كل شبهة من شبهاتهم حول التوحيد. لكنهم لما رأوا أن هذه الأساليب لم
تجد نفعاً في إحباط الدعوة الإسلامية تشاوروا فيما بينهم، وقرروا القيام
بتعذيب المسلمين، فأخذ كل رئيس يعذب من دان من قبيلته بالإسلام، وتصدوا
لمن يدخل الإسلام بالتعذيب والضرب والجلد والكي، حتى وصل الأمر بهم لإيذاء
إلى محمد نفسه فضربوه ورجموه بالحجارة في مرات عديدة ووضعوا الشوك في
طريقه. ومنها محاولة عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ من خنقه لولا أن حضر
موقع مملكة الحبشة، وجهة أصحاب محمد للهجرة هربا من الاضطهاد
لما اشتد البلاء على المسلمين أخبرهم الرسول محمد أن الله أذن لهم بالهجرة إلى الحبشة في عام 615م، فخرج الصحابي عثمان بن عفان ومعه زوجته رقية بنت محمد، وخرج الصحابي أبو حاطب بن عمرو ثم خرج الصحابي جعفر بن أبي طالب فكانوا قرابة 80 رجلاً.[15]
كما ذكر الطبري أن محمدا كان حريصا على صلاح قومه محبا لمقاربتهم، وشق
عليه مقاطعة قومه له وإعراضهم عنه وقد نقل الطبري رواية عن ابن حميد عن
سلمة عن محمد بن كعب القرظي قيل فيها: "إن النبي محمدا تمنى أن ينزل الله عليه ما يقرب بينه وبين قومه، فكان يوما يصلي بالمسلمين بسورة النجم، فلما انتهى إلى: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى﴾«53:19»﴿وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى﴾«53:20» ألقى الشيطان على لسانه -أو ألقاها الشيطان بنفسه على مسامع الكفار حسب تفسير ابن كثير والقرطبي- كلمات وهي: «تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهن لترتجى»، حتى أتم السورة ثم سجد فسجد معه المسلمون وكل من كان في المسجد من قريش
وكل من سمع بذلك". تقول الرواية إن محمدا قام بالتراجع لاحقا عن ذلك الجزء
وحزن وخاف خوفا شديدا من الله لكنه عفا عنه وأنزل عليه الآيات: ﴿وَمَا
أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا
تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا
يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ
حَكِيمٌ﴾«22:52».[78] وتعرف تلك الحادثة بقصة الغرانيق، التي ذكرها بعض المؤرخين مثل ابن سعد والطبري وابن الأثير وابن المطهر.[79] في حين رفض الرواية كثير من علماء أهل السنة مثل ابن حزم وابن حجر والألباني واعتبروها قصة مكذوبة من وضع الزنادقة[80][81] وابن كثير الذي اعتبر قصة الغرانيق مرسلة وسندها غير صحيح.[82] وأيد أصل الرواية المذكورة في صحيح البخاري:ج2/ص32،[83] والتي لم يذكر فيها الغرانيق: «عن
عبد الله قال قرأ النبي النجم بمكة فسجد فيها وسجد من معه، غير شيخ أخذ
كفاً من حصى أو تراب ورفعه إلى جبهته وقال يكفيني هذا، فرأيته بعد ذلك قتل
كافراً». وقد ذكر آخرون سببا آخر لسجود المشركين غير قصة الغرانيق مثل الآلوسي الذي قال إن سجودهم لم يكن لمدح آلهتهم ولكن لدهشة أصابتهم وخوف اعتراهم عند سماع السورة وهي فيها ذكر كيف أهلك الله الأقوام السابقة لتكذيبهم أنبياءهم مثل قوم عاد وثمود ونوح ومن شدة الآيات وخوفهم استشعروا أن يحدث ذلك معهم فلما رأوا المسلمين يسجدون ظنوا أن الهلاك سيحل بهم فسجدوا خوفا من ذلك،[84]
وصلت الأخبار إلى المسلمين بالحبشة أن قريشاً قد أسلمت -نظرا لسجودهم-،
فقدم مكة منهم جماعة فوجدوا الاضطهاد مستمرا فمكثوا بمكة إلى أن هاجروا
إلى المدينة.[85]
لما انتشر الإسلام وفشا اتفقت قريش على مقاطعة بني هاشم وبني المطلب
ابني عبد مناف فلا يبايعوهم ولا يناكحوهم ولا يكلموهم ولا يجالسوهم حتى
يسلموا إليهم محمدا، وكتبوا بذلك صحيفة وعلقوها في سقف الكعبة. فانحاز إلى
الشعب بنو هاشم وبنو المطلب مسلمين كانوا أو غير مسلمين إلا أبا لهب فإنه
ظاهر قريشا. استمرت المقاطعة قرابة ثلاث سنوات فلم يقربهم أحد في الشعب.
ثم سعى في نقض تلك الصحيفة أقوام من قريش فكان القائم في أمر ذلك هشام بن عمرو فأجابته قريش، وأخبرهم محمد أن الله قد أرسل على تلك الصحيفة الأكلة فأكلت جميع ما فيها إلا المواضع التي ذكر فيها الله.[64]
جبال مدينة الطائف
توفي كل من خديجة وأبو طالب -أكبر مؤيدي ومساندي محمد- في عام 619م فسُمٍّي بعام الحزن. فتولى أبو لهب قيادة بني هاشم من بعد أبي طالب، وبعدها انحسرت حماية بني هاشم لمحمد، وازداد أذى قريش له. مما دفعه للخروج إلى الطائف ليدعوهم آملاً أن يؤوه وينصروه على قومه، لكنهم آذوه ورموه بالحجارة ورفضوا دعوته ولم يسلم إلا الطفيل بن عمرو الدوسي الذي دعا قومه فأسلم بعضهم وأقام في بلاده حتى فتح خيبر ثم قدم بهم في نحو من ثمانين بيتاً. عاد محمد إلى مكة تحت حماية المطعم بن عدي.[15][64][86] وأورد الطبراني عن عبد الله بن جعفر من حديث عائشة
«فأرسل إليه ربه ملك الجبال يستأمره أن يطبق عليه الأخشبين على أهل
مكة، وهما الجبلان اللذان هي بينهما، فقال بل أستأني بهم، لعل الله أن
يخرج من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا».[87]
بلغ خديجة بنت خويلد، وهي امرأة تاجرة ذات شرف ومال [65]
عن محمد ما بلغها من أمانته، فبعثت إليه عارضة عليه أن يخرج في مال لها
إلى الشام، وأعطته أفضل مما أعطت غيره من التجار، كما وهبته غلاما يدعى
ميسرة، خرج محمد مع ميسرة حتى قدم الشام، فاشترى البضائع ولما عاد إلى مكة
باع بضاعته فربح الضعف تقريبا. بعد عودته من رحلة تجارية إلى الشام
وما جاء به من ربح عرضت خديجة عليه الزواج فرضى بذلك، وعرض ذلك على
أعمامه، ثم تزوجها بعد أن أصدقها عشرين بكرة وكان سنها آنذاك أربعين سنة،
وفي كتب الشيعة خمسة وعشرين سنة كما ذكر البيهقي أن خديجة عليها السلام
توفيت وعمرها خمسين سنة، وهو أصح [66]، أو ثمانية وعشرين سنة كما روى الخوارزمي والحاكم [67] وهو في الخامسة والعشرين، ولم يتزوج غيرها حتى ماتت.
أنجب من خديجة كل أولاده إلا إبراهيم فهو من مارية القبطية، وهم القاسم وعبد الله وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة.
فأما القاسم وعبد الله فماتا في الجاهلية وأما بناته فكلهن أدركن الإسلام
فأسلمن وهاجرن معه. إلا أنهن أدركتهن الوفاة في حياته سوى فاطمة الزهراء فقد ماتت بعده.
دعوته
كان حنيفيا قبل تكليفه يعبد الله على ملة إبراهيم
ويرفض عبادة الأوثان والممارسات الوثنية. وببدء نزول الوحي تم تكليفه
بالدعوة للإسلام ولعبادة رب واحد، كان عندها عمره يناهز الأربعين سنة. شرع
في الدعوة في أول الأمر سراً ولثلاث سنوات، قضى بعدهن عشر سنوات أخر في
مكة مجاهراً بدعوة أهلها وكل من يرد إليها من التجار والحجيج وغيرهم.
نزول الوحي
غار حراء، حيث يؤمن المسلمون أن وحيا من الله نزل إلى محمد هناك
اعتاد محمد على الاختلاء بنفسه خلال شهر رمضان في بغار حراء (بجبل النور على بعد نحو ميلين من مكة)، فيأخذ معه الطعام والماء ليقيم فيه الشهر بأكمله ليتعبد ويتأمل.[68].
تقول الرواية الشائعة أن الوحي نزل لأول مرّة على محمد وهو في غار حراء، فيروي البخاري في صحيحه:[69]
| أول ما بدىء به رسول الله من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيتحنث فيه -وهو التعبد- الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ، قال: ما أنا بقارىء. قال: فأخذني فغطني -أي ضمني واعتصرني- حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني -أي تركني- فقال: اقرأ، قلت ما أنا بقارىء، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارىء، فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني فقال: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾«96:1»﴿خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ﴾«96:2»﴿اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ﴾«96:3»﴿الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ﴾«96:4»﴿عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾«96:5». فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال: زملوني زملوني -أي لفوني في الثياب- فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي. فقالت خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق. فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى، ابن عم خديجة، وكان امرءا تنصر -أي اعتنق المسيحية- في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت له خديجة: يا بن عم، اسمع من ابن أخيك. فقال له ورقة: يا بن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى، فقاله له ورقة: هذا الناموس الذي نزل الله به على موسى، يا ليتني فيها جذع، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أومخرجي هم؟ قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا. | |
بداية الدعوة
مقال تفصيلي :بداية الدعوة المحمدية
جزء من سلسلة الإسلام أنبياء الإسلام في القرآن |
رسل وأنبياء |
آدم·إدريس نوح·هود·صالح إبراهيم·لوط إسماعيل · اسحاق يعقوب·يوسف أيوب شعيب · موسى ·هارون يوشع بن نون ذو الكفل · داود · سليمان · إلياس عزير اليسع · يونس زكريا · يحيى عيسى بن مريم · محمد بن عبد الله عرض • نقاش • تعديل |
وفقا لابن سعد، لم تعارض قريش محمدا ودعوته إلا بعد أن نزلت آيات في ذم الأصنام وعبادتها.[74] في حين يتمسك مفسرو القرآن وبعض كتاب السيرة بأن المعارضة تزامنت مع بدء الدعوة الجهرية للإسلام.[75]
كما كانت زيادة عدد الداخلين في الإسلام تمثل خطرا على نظام الحياة
الدينية في مكة، مما يؤثر سلبا على القوة الاقتصادية لقريش التي تستمدها
من حماية الكعبة وخدمة الحجيج وتوافدهم إلى المدينة، فكانت دعوة محمد تعرض
كل هذا للفناء. عرض كبار تجار قريش على محمد التخلي عن دعوته -وفي رواية
ابن سعد التوقف عن شتم آلهتهم- في مقابل مشاركته التجارة ودخوله ضمن
صفوفهم، والزواج من بناتهم لبناء مركزه بينهم، بيد أنه رفض.[76] فعرضوا عليه أن يعبد آلهتهم سنة ويعبدون الله سنة بحسب تاريخ الطبري، فأخبرهم أنه سينتظر أمر الله، فنزلت الآيات ﴿قل يأيها الكافرون، لا أعبد ما تعبدون﴾، كما نزلت الآيات: ﴿قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون﴾ إلى الآية: ﴿بل الله فاعبد وكن من الشاكرين﴾.
قالوا عن محمد: إنه مصاب بنوع من الجنون، وقالوا: إن له جناً أو
شيطاناً يتنزل عليه كما ينزل الجن والشياطين على الكهان، وقالوا شاعر،
وقالوا ساحر، وكانوا يعملون للحيلولة بين الناس وبين سماعهم القرآن، ومعظم شبهاتهم دارت حول توحيد الله، ثم رسالته، ثم بعث الأموات ونشرهم وحشرهم يوم القيامة وقد رد القرآنأبو بكر
ودفع عقبة عن الرسول وقال : {أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَنْ يَقُولَ
رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ}[77]
على كل شبهة من شبهاتهم حول التوحيد. لكنهم لما رأوا أن هذه الأساليب لم
تجد نفعاً في إحباط الدعوة الإسلامية تشاوروا فيما بينهم، وقرروا القيام
بتعذيب المسلمين، فأخذ كل رئيس يعذب من دان من قبيلته بالإسلام، وتصدوا
لمن يدخل الإسلام بالتعذيب والضرب والجلد والكي، حتى وصل الأمر بهم لإيذاء
إلى محمد نفسه فضربوه ورجموه بالحجارة في مرات عديدة ووضعوا الشوك في
طريقه. ومنها محاولة عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ من خنقه لولا أن حضر
موقع مملكة الحبشة، وجهة أصحاب محمد للهجرة هربا من الاضطهاد
لما اشتد البلاء على المسلمين أخبرهم الرسول محمد أن الله أذن لهم بالهجرة إلى الحبشة في عام 615م، فخرج الصحابي عثمان بن عفان ومعه زوجته رقية بنت محمد، وخرج الصحابي أبو حاطب بن عمرو ثم خرج الصحابي جعفر بن أبي طالب فكانوا قرابة 80 رجلاً.[15]
كما ذكر الطبري أن محمدا كان حريصا على صلاح قومه محبا لمقاربتهم، وشق
عليه مقاطعة قومه له وإعراضهم عنه وقد نقل الطبري رواية عن ابن حميد عن
سلمة عن محمد بن كعب القرظي قيل فيها: "إن النبي محمدا تمنى أن ينزل الله عليه ما يقرب بينه وبين قومه، فكان يوما يصلي بالمسلمين بسورة النجم، فلما انتهى إلى: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى﴾«53:19»﴿وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى﴾«53:20» ألقى الشيطان على لسانه -أو ألقاها الشيطان بنفسه على مسامع الكفار حسب تفسير ابن كثير والقرطبي- كلمات وهي: «تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهن لترتجى»، حتى أتم السورة ثم سجد فسجد معه المسلمون وكل من كان في المسجد من قريش
وكل من سمع بذلك". تقول الرواية إن محمدا قام بالتراجع لاحقا عن ذلك الجزء
وحزن وخاف خوفا شديدا من الله لكنه عفا عنه وأنزل عليه الآيات: ﴿وَمَا
أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا
تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا
يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ
حَكِيمٌ﴾«22:52».[78] وتعرف تلك الحادثة بقصة الغرانيق، التي ذكرها بعض المؤرخين مثل ابن سعد والطبري وابن الأثير وابن المطهر.[79] في حين رفض الرواية كثير من علماء أهل السنة مثل ابن حزم وابن حجر والألباني واعتبروها قصة مكذوبة من وضع الزنادقة[80][81] وابن كثير الذي اعتبر قصة الغرانيق مرسلة وسندها غير صحيح.[82] وأيد أصل الرواية المذكورة في صحيح البخاري:ج2/ص32،[83] والتي لم يذكر فيها الغرانيق: «عن
عبد الله قال قرأ النبي النجم بمكة فسجد فيها وسجد من معه، غير شيخ أخذ
كفاً من حصى أو تراب ورفعه إلى جبهته وقال يكفيني هذا، فرأيته بعد ذلك قتل
كافراً». وقد ذكر آخرون سببا آخر لسجود المشركين غير قصة الغرانيق مثل الآلوسي الذي قال إن سجودهم لم يكن لمدح آلهتهم ولكن لدهشة أصابتهم وخوف اعتراهم عند سماع السورة وهي فيها ذكر كيف أهلك الله الأقوام السابقة لتكذيبهم أنبياءهم مثل قوم عاد وثمود ونوح ومن شدة الآيات وخوفهم استشعروا أن يحدث ذلك معهم فلما رأوا المسلمين يسجدون ظنوا أن الهلاك سيحل بهم فسجدوا خوفا من ذلك،[84]
وصلت الأخبار إلى المسلمين بالحبشة أن قريشاً قد أسلمت -نظرا لسجودهم-،
فقدم مكة منهم جماعة فوجدوا الاضطهاد مستمرا فمكثوا بمكة إلى أن هاجروا
إلى المدينة.[85]
لما انتشر الإسلام وفشا اتفقت قريش على مقاطعة بني هاشم وبني المطلب
ابني عبد مناف فلا يبايعوهم ولا يناكحوهم ولا يكلموهم ولا يجالسوهم حتى
يسلموا إليهم محمدا، وكتبوا بذلك صحيفة وعلقوها في سقف الكعبة. فانحاز إلى
الشعب بنو هاشم وبنو المطلب مسلمين كانوا أو غير مسلمين إلا أبا لهب فإنه
ظاهر قريشا. استمرت المقاطعة قرابة ثلاث سنوات فلم يقربهم أحد في الشعب.
ثم سعى في نقض تلك الصحيفة أقوام من قريش فكان القائم في أمر ذلك هشام بن عمرو فأجابته قريش، وأخبرهم محمد أن الله قد أرسل على تلك الصحيفة الأكلة فأكلت جميع ما فيها إلا المواضع التي ذكر فيها الله.[64]
جبال مدينة الطائف
توفي كل من خديجة وأبو طالب -أكبر مؤيدي ومساندي محمد- في عام 619م فسُمٍّي بعام الحزن. فتولى أبو لهب قيادة بني هاشم من بعد أبي طالب، وبعدها انحسرت حماية بني هاشم لمحمد، وازداد أذى قريش له. مما دفعه للخروج إلى الطائف ليدعوهم آملاً أن يؤوه وينصروه على قومه، لكنهم آذوه ورموه بالحجارة ورفضوا دعوته ولم يسلم إلا الطفيل بن عمرو الدوسي الذي دعا قومه فأسلم بعضهم وأقام في بلاده حتى فتح خيبر ثم قدم بهم في نحو من ثمانين بيتاً. عاد محمد إلى مكة تحت حماية المطعم بن عدي.[15][64][86] وأورد الطبراني عن عبد الله بن جعفر من حديث عائشة
«فأرسل إليه ربه ملك الجبال يستأمره أن يطبق عليه الأخشبين على أهل
مكة، وهما الجبلان اللذان هي بينهما، فقال بل أستأني بهم، لعل الله أن
يخرج من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا».[87]
رد: محمد صلي الله عليه وسلم
الإسراء والمعراج
مقال تفصيلي :الإسراء والمعراج
المسجد الأقصى، حيث يؤمن المسلمون أن الله أسرى بمحمد إليه.
في عام 620م وبينما محمد يمر بهذه المرحلة، وأخذت الدعوة تشق طريقها وقع حادث الإسراء والمعـراج، حيث يؤمن المسلمون أن الله أسرى بمحمد من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى راكباً على البُرَاق، بصحبة جبريل،
فنزل هناك، وصلى بجميع الأنبياء إماماً، وربط البراق بحلقة باب المسجد. ثم
عرج به تلك الليلة من بيت المقدس إلى السماء فاستفتح له جبريل ففتح له،
فرأى هنالك آدم أبا البشر، فسلم عليه، فرحب به ورد، وأقر بنبوته، ثم قابل في كل سماء نبيا مثل يحيى بن زكريا وعيسى بن مريم، يوسف، إدريس، هارون وموسى وإبراهيم ثم عرج به إلى الله، وفرضت الصلوات في هذه الليلة التي خففت إلى خمس صلوات بعد أن كانت خمسين صلاة. حسب رأي ابن إسحاق
-أول رواة السيرة النبوية- فإن الله أسرى بروح الرسول فقط، أي أنها كانت
رحلة روحية؛ بينما يرى بعض المؤرخين أن محمدا سافر بجسده وروحه.[88]
بعدما أصبح محمد من يومه أخبر قومه بما حدث لكنهم كذبوه، لم يصدقه سوى
من آمن بدعوته مثل أبي بكر، ويروى أن الوثنيين طلبوا من محمد وصف المسجد
الأقصى ومحمد لم يره بوضوح في الليل، ولم يره من قبل، فأتى جبريل بالمسجد
الأقصى بين يديه وقال له صف يا محمد، فكان كلما وصف قال أبو بكر صدقت.[88]
الهجرة
مقال تفصيلي :هجرة نبوية
بدأ محمد يعرض نفسه في مواسم الحج على قبائل العرب يدعوهم إلى الله
ويخبرهم أنه نبي مرسل ويسألهم أن ينصروه ويمنعوه حتى يبلغ ما أرسله الله
به للناس. ولما كانت السنة 11 من النبوة، جاء ستة من شباب يثرب إلى مكة في
موسم الحج. وقد كان يتحدث اليهود في يثرب عن نبي منهم مبعوث في ذلك الزمان يخرج فيتبعونه ويقتلون أهل يثرب. وعد الشباب الرسول بإبلاغ رسالته إلى قومهم.[15] وعاد في موسم الحج التالي اثنا عشر رجلاً، التقى بهم النبي عند العقبة فبايعوه ما اصطلح على تسميته بيعة العقبة الأولى.
وفي موسم الحج للسنة الثالثة عشرة من النبوة (يونيو سنة 622م)
حضر لأداء مناسك الحج بضعة وسبعون شخصاً من المسلمين من أهل يثرب. لما
قدموا مكة جرت بينهم وبين النبي اتصالات سرية أدت إلى الاتفاق على هجرة
محمد وأصحابه إلى يثرب (والتي ستحمل اسم المدينة المنورة) وعرف ذلك
الاتفاق ببيعة العقبة الثانية.[89]
أذن الرسول محمد للمسلمين بالهجرة إلى المدينة. وأخذ المشركون يحولون
بينهم وبين خروجهم، فخرج من استطاع. حتى لمْ يبق مع محمد بمكة إلا أَبو
بكرٍ وعلي بن أبي طالب.[90]
حسب مصادر التراث، أن المشرِكين اجتمعوا بدار الندوة واتفقوا على أن يأتوا
من كل قبيلة بشاب قوي، يضربوه ضربة رجل واحد فيتفرق دم محمد بين القبائل.
تم تنفيذ ذلك واجتمع الشباب عِند بابه، لكنه خرج من بينِ أَيديهِم لم يره
منهم أَحد. وترك علي بن أبي طالب في مكانه ليؤدي الأَمانات التي عنده،
ثمَّ يلْحق به.[91]
ذهب محمد إِلى دارِ أَبِي بكرٍ، وكان أَبو بكرٍ قد جهز راحلتين للسفر، فأَعطاها محمد لعبد الله بن أُرَيْقِط، على أَنْ يوافيهِما في غار ثور بعد ثلاث ليالٍ، وانطلق الرسول وأَبو بكرٍ
إِلَى الغار، ولم يستطع المشركون إيجادهما ويؤمن المسلمون أن لذلك تدّخل
من عند الله، وفي يومِ الاثنين العاشر من شهر ربيع الأول سنة 622م دخل محمد المدينة مع صاحبه الصديق، فخرج الأَنصار إِليه وحيوه بتحية النبوة.
حياته في المدينة
عانت يثرب قبل وصول محمد إليها من صراعات دامت قرابة مائة عام بين
القبائل المختلفة التي تعيش بها، كانت آخرها حرب بُعاث التي شاركت فيها
كافة القبائل. فأدرك قادة قبائل المدينة حاجتهم لقائد موحد ينظم العلاقات
بين القبائل ويعمل على فض النزاعات،[92] مما دفعهم للقبول بمحمد كقائد للمدينة وتوفير الدعم والحماية له ولأتباعه المهاجرين.[15]
مكث محمد في قباء أربعة عشر يوماً حسب الروايات، وانتظر محمد على مشارف يثرب، التي صارت تعرف بالمدينة المنورة، إلى حين وصول علي بن أبي طالب، وحين وصل استقبله النبي ومكث معه ليلة أو ليلتين في بيت كلثوم بن هدم -وفي رواية علي بن أبي طالب مكثوا في بيت امرأة مسلمة لا زوج لها - ثم نزل إلى المدينة.
وكانت أول خطوة خطاها محمد في المدينة هي أمره ببناء مسجد عرف بالمسجد النبوي في المكان الذي بركت ناقته فيه. قام محمد بما عرف بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار،
فاختار كل أنصاري أحد المهاجرين ليكون أخا له يأويه في بيته في خطوة أريد
منها خلق روابط اجتماعية قوية بين أهل المدينة والوافدين ولإذابة العصبيات
القبلية وترسيخ مبدأ التكافل الاجتماعي. فكان الأنصار يقتسمون أموالهم
وبيوتهم بل وقيل حتى الزوجات مع إخوانهم من المهاجرين، ووصل بهم الأمر إلى
التوارث بناءا على صلة الإخاء. وكان في البداية الأمر، إرث الإخاء مقدما
على إرث القرابة.[93]
قام محمد بصياغة وثيقة عرفت بدستور المدينة،
كانت أشبه بوثيقة تحالف بين العشائر والطوائف المختلفة بداخل المدينة
وتحدد حقوق وواجبات المواطنين بالمدينة. وقد احتوت الوثيقة اثنين وخمسين
بندا، خمسة وعشرون منها خاصة بأمور المسلمين وسبعة وعشرون مرتبطة بالعلاقة
بين المسلمين وأصحاب الأديان الأخرى، ولاسيما اليهود وعبدة الأوثان. وقد
دون هذا الدستور بشكل يسمح لأصحاب الأديان الأخرى بالعيش مع المسلمين
بحرية، ولهم أن يقيموا شعاثرهم حسب رغبتهم، كما نص على تحالف القبائل
المختلفة في حال حدوث هجوم على المدينة، على الرغم من التأكيد على
الاستقلال المالي للقبائل المختلفة.[94]
اعتنق أغلب وثنيين المدينة الإسلام، حتى كبار القادة منهم مثل سعد بن معاذ، إلا أقلية صغيرة من الوثنيين بقت على ما كانت عليه ولم يكن لها تأثير واضح. عارضت تلك الأقلية انتشار الإسلام، فبحسب الواقدي قام بعض الشعراء الذين بقوا على وثنيتهم مثل عصماء بنت مروان وأبو عفك بنظم شعر في هجاء الرسول فأمر بقتلهما.[95]
بداية النزاع العسكري
مقال تفصيلي :غزوات الرسول
روى مسلم عن بريدة بن الحصيب الأسلمي أن محمدا قام بتسع عشرة غزوة قاتل في ثمان منهن. عن زيد بن أرقم: «غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة كنت معه في سبع عشرة». وأما محمد بن إسحاقكانت غزواته التي خرج فيها بنفسه سبعا وكانت بعوثه وسراياه ثمانيا وثلاثين» وزاد ابن هشام في البعوث على ابن اسحاق. فقال: «
الصراع مع مكة
في رمضان من السنة الثانية للهجرة الموافق مارس عام 624م[96]؛ خرج 300 من المسلمين بقيادة محمد ليعترضوا قافلة تجارية لقريش يقودها أبو سفيان، فلمًّا علم بهم أبو سفيان غَيّرَ طريقه إلى الساحل وأرسل إلى أهل مكة يستنفرهم،[97] فخرجوا فيما يقارب ألف مقاتل لمحاربة المسلمين والتقى الجمعان في غزوة بدر في 17 رمضان سنة اثنتين للهجرة. وانتصر جيش المسلمين وقُتِل من المكيين حوالي 70 قتيلا منهم أبو جهل عمرو بن هشام المخزومي سيد قريش، في حين قتل من المسلمين ما لا يتجاوز أربعة عشر قتيلا. ذلك بالرغم من التفوق العددي لجيش مكة.[98] كما تم أسر 70 فردا من قوات جيش مكة، تم إطلاق سراح الكثير منهم مقابل فدية.[99][100]
لاحقا قام محمد بطرد يهود بني قينقاع
-إحدى القبائل اليهودية الرئيسية الثلاث في المدينة- إثر قيام أحدهم بكشف
عورة إحدى المسلمات في أحد الأسواق، فقام أحد المسلمين بقطع رأسه، فتكالب
عليه يهود من بني قينقاع حتى قتلوه بحسب رواية ابن إسحاق، فحاصرهم المسلمون خمس عشرة ليلة.[101]
سعت قريش للانتقام إثر هزيمتها في غزوة بدر، بسبب قتلاها في معركة بدر
فجمعت من كنانة وغيرها من القبائل فخرجوا في 3000 مقاتل في 15 شوال من سنة
3 للهجرة. لما بلغ خبرهم لمحمد اجتمع باتباعه لوضع خطة الحرب فاقترح البعض
أن يبقوا بالمدينة والتحصن بمعاقلها، واقترح بعض الشباب الخروج لمواجهتهم
خارج المدينة، فمال محمد إلى الرأي الأخير وخرج بالمسلمين إلى أُحد.[102][103] وبحسب التراث؛ انسحب عبد الله بن أبي بن سلول
وثلاثمائة من أتباعه في الطريق وعادوا إلى المدينة، في حين تابع المسلمون
سيرهم إلى أحد ونزلوا في موقع بين جبل أحد وجبل صغير، ووضع محمد الرماة
على جبل عينين وأمرهم أن لا يغادروا مواقعهم حتى يأمرهم بذلك مهما كانت
نتيجة المعركة، وبدأت المعركة في 23 مارس. حاول فرسان جيش مكة بقيادة خالد بن الوليد
اختراق صفوف المسلمين من ميسرتهم فصدهم الرماة، وقتل عشرة من حملة لواء
المشركين، وسقط لواؤهم ودب الذعر في صفوفهم وبدأوا في الهرب، وتبعهم بعض
المسلمين فاضطربت صفوفهم، ورأى الرماة هرب المشركين فظنوا أن المعركة حسمت
لصالح المسلمين فترك معظمهم مواقعهم، ونزلوا يتعقبون المشركين ويجمعون
الغنائم ولم يلتفتوا لتحذيرات قائدهم، واستغل خالد بن الوليد
هذه الحال، فالتف على الجيش وتغيرت موازين المعركة، وأثناء ذلك، أشيع أن
محمدا قتل، وانسحب محمد بمجموعة من الصحابة الذين التفوا حوله إلى قسم من
جبل أحد وحاول المكيون الوصول إليه ففشلوا ويئسوا من تحقيق نتيجة أفضل
فأوقفوا القتال مكتفين بانتصارهم هذا. قتل محموعة كبيرة من المسلمين من
ضمنهم حمزة بن عبد المطلب عم محمد الذي يلقبه المسلمون السنة "سيد الشهداء".[104][105][106]
بعد معركة أحد كثف أبو سفيان جهوده لتشكيل تحالف من القبائل العربية لقتال محمد، في المقابل كانت سياسة محمد منع تشكيل ذلك التحالف قدر المستطاع،[107] فقام بقتل كعب بن الأشرف زعيم يهود بني النضير الذي قام بنظم شعر يستنفر قريشا ويدعوهم لقتال محمد انتقاما لقتلاهم في بدر وأحد.[108] وبعد ذلك بعام قام محمد بطرد بني النضير من المدينة.[
مقال تفصيلي :الإسراء والمعراج
المسجد الأقصى، حيث يؤمن المسلمون أن الله أسرى بمحمد إليه.
في عام 620م وبينما محمد يمر بهذه المرحلة، وأخذت الدعوة تشق طريقها وقع حادث الإسراء والمعـراج، حيث يؤمن المسلمون أن الله أسرى بمحمد من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى راكباً على البُرَاق، بصحبة جبريل،
فنزل هناك، وصلى بجميع الأنبياء إماماً، وربط البراق بحلقة باب المسجد. ثم
عرج به تلك الليلة من بيت المقدس إلى السماء فاستفتح له جبريل ففتح له،
فرأى هنالك آدم أبا البشر، فسلم عليه، فرحب به ورد، وأقر بنبوته، ثم قابل في كل سماء نبيا مثل يحيى بن زكريا وعيسى بن مريم، يوسف، إدريس، هارون وموسى وإبراهيم ثم عرج به إلى الله، وفرضت الصلوات في هذه الليلة التي خففت إلى خمس صلوات بعد أن كانت خمسين صلاة. حسب رأي ابن إسحاق
-أول رواة السيرة النبوية- فإن الله أسرى بروح الرسول فقط، أي أنها كانت
رحلة روحية؛ بينما يرى بعض المؤرخين أن محمدا سافر بجسده وروحه.[88]
بعدما أصبح محمد من يومه أخبر قومه بما حدث لكنهم كذبوه، لم يصدقه سوى
من آمن بدعوته مثل أبي بكر، ويروى أن الوثنيين طلبوا من محمد وصف المسجد
الأقصى ومحمد لم يره بوضوح في الليل، ولم يره من قبل، فأتى جبريل بالمسجد
الأقصى بين يديه وقال له صف يا محمد، فكان كلما وصف قال أبو بكر صدقت.[88]
الهجرة
مقال تفصيلي :هجرة نبوية
بدأ محمد يعرض نفسه في مواسم الحج على قبائل العرب يدعوهم إلى الله
ويخبرهم أنه نبي مرسل ويسألهم أن ينصروه ويمنعوه حتى يبلغ ما أرسله الله
به للناس. ولما كانت السنة 11 من النبوة، جاء ستة من شباب يثرب إلى مكة في
موسم الحج. وقد كان يتحدث اليهود في يثرب عن نبي منهم مبعوث في ذلك الزمان يخرج فيتبعونه ويقتلون أهل يثرب. وعد الشباب الرسول بإبلاغ رسالته إلى قومهم.[15] وعاد في موسم الحج التالي اثنا عشر رجلاً، التقى بهم النبي عند العقبة فبايعوه ما اصطلح على تسميته بيعة العقبة الأولى.
وفي موسم الحج للسنة الثالثة عشرة من النبوة (يونيو سنة 622م)
حضر لأداء مناسك الحج بضعة وسبعون شخصاً من المسلمين من أهل يثرب. لما
قدموا مكة جرت بينهم وبين النبي اتصالات سرية أدت إلى الاتفاق على هجرة
محمد وأصحابه إلى يثرب (والتي ستحمل اسم المدينة المنورة) وعرف ذلك
الاتفاق ببيعة العقبة الثانية.[89]
أذن الرسول محمد للمسلمين بالهجرة إلى المدينة. وأخذ المشركون يحولون
بينهم وبين خروجهم، فخرج من استطاع. حتى لمْ يبق مع محمد بمكة إلا أَبو
بكرٍ وعلي بن أبي طالب.[90]
حسب مصادر التراث، أن المشرِكين اجتمعوا بدار الندوة واتفقوا على أن يأتوا
من كل قبيلة بشاب قوي، يضربوه ضربة رجل واحد فيتفرق دم محمد بين القبائل.
تم تنفيذ ذلك واجتمع الشباب عِند بابه، لكنه خرج من بينِ أَيديهِم لم يره
منهم أَحد. وترك علي بن أبي طالب في مكانه ليؤدي الأَمانات التي عنده،
ثمَّ يلْحق به.[91]
ذهب محمد إِلى دارِ أَبِي بكرٍ، وكان أَبو بكرٍ قد جهز راحلتين للسفر، فأَعطاها محمد لعبد الله بن أُرَيْقِط، على أَنْ يوافيهِما في غار ثور بعد ثلاث ليالٍ، وانطلق الرسول وأَبو بكرٍ
إِلَى الغار، ولم يستطع المشركون إيجادهما ويؤمن المسلمون أن لذلك تدّخل
من عند الله، وفي يومِ الاثنين العاشر من شهر ربيع الأول سنة 622م دخل محمد المدينة مع صاحبه الصديق، فخرج الأَنصار إِليه وحيوه بتحية النبوة.
حياته في المدينة
عانت يثرب قبل وصول محمد إليها من صراعات دامت قرابة مائة عام بين
القبائل المختلفة التي تعيش بها، كانت آخرها حرب بُعاث التي شاركت فيها
كافة القبائل. فأدرك قادة قبائل المدينة حاجتهم لقائد موحد ينظم العلاقات
بين القبائل ويعمل على فض النزاعات،[92] مما دفعهم للقبول بمحمد كقائد للمدينة وتوفير الدعم والحماية له ولأتباعه المهاجرين.[15]
مكث محمد في قباء أربعة عشر يوماً حسب الروايات، وانتظر محمد على مشارف يثرب، التي صارت تعرف بالمدينة المنورة، إلى حين وصول علي بن أبي طالب، وحين وصل استقبله النبي ومكث معه ليلة أو ليلتين في بيت كلثوم بن هدم -وفي رواية علي بن أبي طالب مكثوا في بيت امرأة مسلمة لا زوج لها - ثم نزل إلى المدينة.
وكانت أول خطوة خطاها محمد في المدينة هي أمره ببناء مسجد عرف بالمسجد النبوي في المكان الذي بركت ناقته فيه. قام محمد بما عرف بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار،
فاختار كل أنصاري أحد المهاجرين ليكون أخا له يأويه في بيته في خطوة أريد
منها خلق روابط اجتماعية قوية بين أهل المدينة والوافدين ولإذابة العصبيات
القبلية وترسيخ مبدأ التكافل الاجتماعي. فكان الأنصار يقتسمون أموالهم
وبيوتهم بل وقيل حتى الزوجات مع إخوانهم من المهاجرين، ووصل بهم الأمر إلى
التوارث بناءا على صلة الإخاء. وكان في البداية الأمر، إرث الإخاء مقدما
على إرث القرابة.[93]
قام محمد بصياغة وثيقة عرفت بدستور المدينة،
كانت أشبه بوثيقة تحالف بين العشائر والطوائف المختلفة بداخل المدينة
وتحدد حقوق وواجبات المواطنين بالمدينة. وقد احتوت الوثيقة اثنين وخمسين
بندا، خمسة وعشرون منها خاصة بأمور المسلمين وسبعة وعشرون مرتبطة بالعلاقة
بين المسلمين وأصحاب الأديان الأخرى، ولاسيما اليهود وعبدة الأوثان. وقد
دون هذا الدستور بشكل يسمح لأصحاب الأديان الأخرى بالعيش مع المسلمين
بحرية، ولهم أن يقيموا شعاثرهم حسب رغبتهم، كما نص على تحالف القبائل
المختلفة في حال حدوث هجوم على المدينة، على الرغم من التأكيد على
الاستقلال المالي للقبائل المختلفة.[94]
اعتنق أغلب وثنيين المدينة الإسلام، حتى كبار القادة منهم مثل سعد بن معاذ، إلا أقلية صغيرة من الوثنيين بقت على ما كانت عليه ولم يكن لها تأثير واضح. عارضت تلك الأقلية انتشار الإسلام، فبحسب الواقدي قام بعض الشعراء الذين بقوا على وثنيتهم مثل عصماء بنت مروان وأبو عفك بنظم شعر في هجاء الرسول فأمر بقتلهما.[95]
بداية النزاع العسكري
مقال تفصيلي :غزوات الرسول
روى مسلم عن بريدة بن الحصيب الأسلمي أن محمدا قام بتسع عشرة غزوة قاتل في ثمان منهن. عن زيد بن أرقم: «غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة كنت معه في سبع عشرة». وأما محمد بن إسحاقكانت غزواته التي خرج فيها بنفسه سبعا وكانت بعوثه وسراياه ثمانيا وثلاثين» وزاد ابن هشام في البعوث على ابن اسحاق. فقال: «
الصراع مع مكة
في رمضان من السنة الثانية للهجرة الموافق مارس عام 624م[96]؛ خرج 300 من المسلمين بقيادة محمد ليعترضوا قافلة تجارية لقريش يقودها أبو سفيان، فلمًّا علم بهم أبو سفيان غَيّرَ طريقه إلى الساحل وأرسل إلى أهل مكة يستنفرهم،[97] فخرجوا فيما يقارب ألف مقاتل لمحاربة المسلمين والتقى الجمعان في غزوة بدر في 17 رمضان سنة اثنتين للهجرة. وانتصر جيش المسلمين وقُتِل من المكيين حوالي 70 قتيلا منهم أبو جهل عمرو بن هشام المخزومي سيد قريش، في حين قتل من المسلمين ما لا يتجاوز أربعة عشر قتيلا. ذلك بالرغم من التفوق العددي لجيش مكة.[98] كما تم أسر 70 فردا من قوات جيش مكة، تم إطلاق سراح الكثير منهم مقابل فدية.[99][100]
لاحقا قام محمد بطرد يهود بني قينقاع
-إحدى القبائل اليهودية الرئيسية الثلاث في المدينة- إثر قيام أحدهم بكشف
عورة إحدى المسلمات في أحد الأسواق، فقام أحد المسلمين بقطع رأسه، فتكالب
عليه يهود من بني قينقاع حتى قتلوه بحسب رواية ابن إسحاق، فحاصرهم المسلمون خمس عشرة ليلة.[101]
سعت قريش للانتقام إثر هزيمتها في غزوة بدر، بسبب قتلاها في معركة بدر
فجمعت من كنانة وغيرها من القبائل فخرجوا في 3000 مقاتل في 15 شوال من سنة
3 للهجرة. لما بلغ خبرهم لمحمد اجتمع باتباعه لوضع خطة الحرب فاقترح البعض
أن يبقوا بالمدينة والتحصن بمعاقلها، واقترح بعض الشباب الخروج لمواجهتهم
خارج المدينة، فمال محمد إلى الرأي الأخير وخرج بالمسلمين إلى أُحد.[102][103] وبحسب التراث؛ انسحب عبد الله بن أبي بن سلول
وثلاثمائة من أتباعه في الطريق وعادوا إلى المدينة، في حين تابع المسلمون
سيرهم إلى أحد ونزلوا في موقع بين جبل أحد وجبل صغير، ووضع محمد الرماة
على جبل عينين وأمرهم أن لا يغادروا مواقعهم حتى يأمرهم بذلك مهما كانت
نتيجة المعركة، وبدأت المعركة في 23 مارس. حاول فرسان جيش مكة بقيادة خالد بن الوليد
اختراق صفوف المسلمين من ميسرتهم فصدهم الرماة، وقتل عشرة من حملة لواء
المشركين، وسقط لواؤهم ودب الذعر في صفوفهم وبدأوا في الهرب، وتبعهم بعض
المسلمين فاضطربت صفوفهم، ورأى الرماة هرب المشركين فظنوا أن المعركة حسمت
لصالح المسلمين فترك معظمهم مواقعهم، ونزلوا يتعقبون المشركين ويجمعون
الغنائم ولم يلتفتوا لتحذيرات قائدهم، واستغل خالد بن الوليد
هذه الحال، فالتف على الجيش وتغيرت موازين المعركة، وأثناء ذلك، أشيع أن
محمدا قتل، وانسحب محمد بمجموعة من الصحابة الذين التفوا حوله إلى قسم من
جبل أحد وحاول المكيون الوصول إليه ففشلوا ويئسوا من تحقيق نتيجة أفضل
فأوقفوا القتال مكتفين بانتصارهم هذا. قتل محموعة كبيرة من المسلمين من
ضمنهم حمزة بن عبد المطلب عم محمد الذي يلقبه المسلمون السنة "سيد الشهداء".[104][105][106]
بعد معركة أحد كثف أبو سفيان جهوده لتشكيل تحالف من القبائل العربية لقتال محمد، في المقابل كانت سياسة محمد منع تشكيل ذلك التحالف قدر المستطاع،[107] فقام بقتل كعب بن الأشرف زعيم يهود بني النضير الذي قام بنظم شعر يستنفر قريشا ويدعوهم لقتال محمد انتقاما لقتلاهم في بدر وأحد.[108] وبعد ذلك بعام قام محمد بطرد بني النضير من المدينة.[
رد: محمد صلي الله عليه وسلم
حجة الوداع
مقال تفصيلي :حجة الوداع
في الخامس من شهر ذي القعدة من السنة العاشرة للهجرة أعلن الرسول محمد عن عزمه أداء مناسك الحج، فخرج معه حوالي مئة ألف من المسلمين من الرجال والنساء، وقد استعمل على المدينة أبا دُجانة الساعدي الأنصاري، وأحرم للحج ثم لبّى قائلاً: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمدَ والنعمةَ لك، والملك، لا شريك لك ".[135] وبقي ملبياً حتى دخل مكة، وطاف بعدها بالبيت سبعة أشواط واستلم الحجر الأسود وصلّى ركعتين عند مقام إبراهيم وشرب من ماء زمزم، ثم سعى بين الصفا والمروة، وفي اليوم الثامن من ذي الحجة توجه إلى منى فبات فيها. وفي اليوم التاسع توجه إلى عرفة فصلى فيها الظهر والعصر جمع تقديم في وقت الظهر،[بحاجة لمصدر]
ثم خطب خطبته التي سميت فيما بعد خُطبة الوداع. وفي هذه الخطبة، حث محمد
على نبذ جميع النزاعات الدموية القديمة والعصبيات القبلية والعرقية، وطالب
الجميع بالتوحد كأمة واحدة. وتعليقا على ضعف المرأة في مجتمعه، أوصى محمد
أتباعه بالنساء وحثهم على حسن معاملتهن والرفق بهن. محمد أيضا تناول مسألة
الميراث، كما أكد على قدسية الأشهر الحرم.[136][137] ووفقا للمفسرين السنة،[15] نزلت الآية القرآنية التالية في هذا الحادث: ﴿اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا﴾علي بن أبي طالب كخليفة له عند غدير خم، وبايعه كافة من كان معهم من رجال ونساء.[138] (القرآن 3:5) في حين يشير مؤرخو الشيعة إلى تعيين محمد ل
بعض الذي جاء في خطبة الوداع ما يأتي:
روي عن مسلم بن الحجاج في صحيحه :
طالع أيضا :خطبة الرسول في حجة الوداع
وفاته
المسجد النبوي. يقع قبر النبي محمد في المبنى ذي القبة الخضراء
في صفر سنة 11 هـ أصيب النبي محمد بأعراض بالحمى
واتقدت حرارته، حتى إنهم كانوا يجدون سَوْرَتَها فوق العِصَابة التي تعصب
بها رأسه. وقد صلى الرسول محمد بالناس وهو مريض 11 يوماً وثقل به
المرض، وطلب من زوجاته أن يمرَّض في بيت عائشة فانتقل إلى بيت عائشة يمشي بين الفضل بن العباس وعلي بن أبي طالب.[140]
تقول بعض الروايات إنه مات بسبب سم دسه له يهود بخيبر في طعامه، فبحسب
رواية البخاري أنه قال: "يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي
أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبْهَرِي من ذلك السم".[141] توفي محمد في ضحى من يوم الاثنين ربيع الأول سنة 11 هـ، وقد تم له ثلاث وستون سنة.[142] وهذا يوافق 8 يونيو / حزيران 632م، ودفن ببيت عائشة بجانب المسجد النبوي.[143]
بعد رحيله
مقال تفصيلي :حادثة السقيفة
بعد وفاة محمد اختلف أتباعه على هوية الشخص الذي سيخلفه في الحكم،[10] حيث اجتمع جماعة من المسلمين في سقيفة بني ساعدة فرشح سعد بن عبادة نفسه وأيده في ذلك الأنصار، في حين رشح عمر بن الخطاب أبا بكرعلي بن أبي طالب كخليفة نظرا لقرابته ومكانته من محمد، ويضيف بعض المؤرخين لهذة الأسباب مبايعة المسلمين له في غدير خم
وإن كان هناك خلاف حول صحة وقوع هذا الحدث. بعد استقرار الأمر لأبي بكر في
المدينة، عمل على حماية المدينة ومحاربة بعض القبائل التي تمردت على
الحكم، وبعض ممن اعتبرهم المسلمون مدعي النبوة، فيما عرف تاريخيا بحروب الردة. كما أرسل أبو بكر سرية كان قد أعدها محمد قبل مماته بقيادة أسامة بن زيدالروم رغم اعتراض البعض لصغر سن قائدها.[144] لاحقا تم النصر لتلك السرية، وعمل أبو بكر على توسيع نفوذ الدولة بإرسال قوات عسكرية إلى مختلف المناطق.
مؤكدا على أحقية المهاجرين في الخلافة. ولقي هذا الترشيح تأييد المسلمين
ممن كانوا في السقيفة، في حين اعترض عليه لاحقا مجموعة من المسلمين كانوا
منشغلين بتجهيز جثمان محمد ودفنه؛ متمسكين ب لمحاربة
ما قبل الحقبة الإسلامية في الشرق الأوسط، كانت تهيمن عليه الإمبراطوريتان البيزنطية والساسانية. أضعفت الحروب بين الروم والفرس قواهما، كما أنهم لم يكونوا يحظون بشعبية في أوساط الشعوب التي يحتلون بلادها. وعلاوة على ذلك، فإن معظم الكنائس المسيحية في الأراضي التي غزاها المسلمون مثل النسطورية، المونوفستية، السريانية والقبطية كانت تتعرض لضغوط من العقيدة المسيحية الأرثوذكسية الرسمية التي لطالما اعتبرتهم هراطقة. وفي غضون عقد واحد فقط، فتح المسلمون بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس، والشام ومصر، وأنشأوا ما عرف بدولة أو إمبراطورية الخلفاء الراشدين.[145]
طالع أيضا :الخلفاء الراشدون
تراثه
الإصلاح
يرى ويليام مونتغمري واط
أن محمدا لم يكن يتعامل مع المواقف المختلفة بالدين فقط وإنما يتعامل معها
وفقا للجوانب الفكرية لتلك المواقف والعوامل الاقتصادية والاجتماعية،
والضغوط السياسية المعاصرة له.[146]برنارد لويس
إن هناك اثنتين من الرؤى السياسية لمحمد، واحدة تنظر إلى محمد كرجل دولة
في المدينة المنورة، والأخرى ترى محمدا باعتباره ثوريا متمردا في مكة. يرى
لويس أن الإسلام نفسه كان نوعا من الثورة التي غيرت كثيرا المجتمعات
العربية إلى تعاليم وثقافة الدين الجديد.[147]
المؤرخون بصفة عامة يتفقون على أن الإصلاحات الاجتماعية الإسلامية في
مجالات مثل التضامن الاجتماعي، وبنية الأسرة، والرق، وحقوق النساء
والأطفال عملت على تحسين أوضاع المجتمع العربي.[147][148] فعلى سبيل المثال، وفقا للويس، فإن "الإسلام منذ البداية شجب امتياز الأرستقراطية، ورفض الطبقية، واعتمد صياغة للمهن وفقا للمواهب ".[147][149] الإصلاحات الاقتصادية وجهت لمساعدة الفقراء في معاناتهم الناتجة عن النظام السابق في مكة قبل الإسلام.[150]
والقرآن يقضي بدفع الزكاة للفقراء. وبالتزامن مع تزايد سلطة محمد في
الجزيرة العربية، كان يطالب تلك القبائل التي كانت تريد التحالف معه
بتطبيق نظام الزكاة على وجه الخصوص.[151][152] ويقول
رسالة محمد غيرت المجتمع والنظام الأخلاقي للحياة في شبه الجزيرة العربية
من خلال إعادة توجيه المجتمع فيما يتعلق بالهوية والنظرة إلى العالم
والطبقية.
القرآن
مقال تفصيلي :القرآن
المصحف العثماني، أقدم نسخة من القرآن.
القرآن هو معجزة النبي محمد، ومعجزة الإسلام التي تحدى بها العالم أن يأتوا بمثلها. حيث ورد في القرآن: ﴿قُلْ
لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ
هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ
لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾. فكان القرآن هو المعجزة الأساسية التي جاء بها النبي محمد متحدياً العالم أن يأتوا بمثلها، ووفقا لمنظور المسلمين فإنه معجزة الإسلام الحية، والتي تُعجز الناس حتى آخر العصور أن يأتوا بمثلها. ويتمثل إعجاز القرآن لغته، حيث جاء القرآن بلغة عربية فصيحة، قال القرآن:﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾ وفي قوله:﴿قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ بيان إلى أن القرآن بيان عربي لا خطأ فيه، فكان الإعجاز اللغوي هو أول وأهم أسباب إعجاز القرآن، لذا لا يسمح علماء السنة بترجمة ألفاظ القرآن، ويعتبرون ترجمة القرآن
مستحيلة، بينما يسمحون بترجمة معانيه. والإعجاز اللغوي يشمل قوة اللفظ
وجماله، وصحة التكوين، وبلاغة الذكر والاختصار. كما ظهر حديثا تيار يعتقد
بوجود إعجاز علمي في القرآن، حيث تفسر بعض الآيات على أنها تثبت نظريات علمية لم يكتشفها العالم إلا بعد فترة طويلة جدا من ظهور القرآن.
وتحتوي الآثار الإسلامية على عدة معجزات أخرى لمحمد والتي حدثت بين
أصحابه. يؤمن المسلمون أن الرسول محمدا أتى بعدد من المعجزات موجودة في السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي؛ ويشير القرآن
في عدة مواضع أن الرسول لم يُؤْتَ آيات أو معجزات كآيات الرسل من قبله
وإنما أوتي القرآن، فهو معجزته الأساسية الباقية. من تلك المعجزات الأخرى
انشقاق القمر، وتسبيح الحصي بين يديه وهناك معجزات أخرى. طالع أيضا :معجزات محمد
السنة
مقالات تفصيلية :سنة نبوية و حديث نبوي
السنة هي كل ما ورد عن محمد من أقوال وأفعال وتقارير. وهي موجودة حاليا
في صورة أحاديث يؤمن المسلمون أنها نقلت شفهيا عن الرسول ثم تم تدوينها في
كتب الحديث. وعمل علماء الدين المسلمون على إنشاء ضوابط لهذه الأحاديث
للتأكد من صحتها، فظهرت مجالات علوم الحديث مثل علم تدوين الحديث وعلم أصول الحديث وعلم مصطلح الحديث وعلم دراية الحديث
وغيرها. وتتناول السنة مجموعة واسعة من المجالات مثل شرح القرآن وأسس
العقيدة الإسلامية وكيفية أداء الشعائر الدينية؛ وعلى جانب آخر تتناول
آدابا عامة مثل آداب الطعام والحديث وحق الطريق وحق الجار؛ كما تحتوي على
نصائح للفرد المسلم مثل الحث على النظافة الشخصية. تفاصيل العديد من
الشعائر الإسلامية الكبرى مثل الصلوات، والصيام والحج توجد فقط في السنة
ولا توجد في القرآن مفصلة.[153] السنة أيضا لعبت دورا رئيسيا في تطوير العلوم الدينية الإسلامية فقد ساهمت بشكل أساسي في تكوين الشريعة الإسلامية، ابتداء من نهاية القرن الإسلامي الأول.[154]
زوجاته وأبناؤه
مقالات تفصيلية :أهل البيت و أمهات المؤمنين
مقال تفصيلي :حجة الوداع
في الخامس من شهر ذي القعدة من السنة العاشرة للهجرة أعلن الرسول محمد عن عزمه أداء مناسك الحج، فخرج معه حوالي مئة ألف من المسلمين من الرجال والنساء، وقد استعمل على المدينة أبا دُجانة الساعدي الأنصاري، وأحرم للحج ثم لبّى قائلاً: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمدَ والنعمةَ لك، والملك، لا شريك لك ".[135] وبقي ملبياً حتى دخل مكة، وطاف بعدها بالبيت سبعة أشواط واستلم الحجر الأسود وصلّى ركعتين عند مقام إبراهيم وشرب من ماء زمزم، ثم سعى بين الصفا والمروة، وفي اليوم الثامن من ذي الحجة توجه إلى منى فبات فيها. وفي اليوم التاسع توجه إلى عرفة فصلى فيها الظهر والعصر جمع تقديم في وقت الظهر،[بحاجة لمصدر]
ثم خطب خطبته التي سميت فيما بعد خُطبة الوداع. وفي هذه الخطبة، حث محمد
على نبذ جميع النزاعات الدموية القديمة والعصبيات القبلية والعرقية، وطالب
الجميع بالتوحد كأمة واحدة. وتعليقا على ضعف المرأة في مجتمعه، أوصى محمد
أتباعه بالنساء وحثهم على حسن معاملتهن والرفق بهن. محمد أيضا تناول مسألة
الميراث، كما أكد على قدسية الأشهر الحرم.[136][137] ووفقا للمفسرين السنة،[15] نزلت الآية القرآنية التالية في هذا الحادث: ﴿اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا﴾علي بن أبي طالب كخليفة له عند غدير خم، وبايعه كافة من كان معهم من رجال ونساء.[138] (القرآن 3:5) في حين يشير مؤرخو الشيعة إلى تعيين محمد ل
بعض الذي جاء في خطبة الوداع ما يأتي:
روي عن مسلم بن الحجاج في صحيحه :
| إن دماءكم وأموالكم حرامٌ عليكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمَيّ موضوعٌ، ودماء الجاهلية موضوعةٌ، وإن أول دم أضعُ من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث كان مسترضعاً في بني سعد فقتلته هُذيل. وربا الجاهلية موضوعٌ، وأول ربا أضع ربانا، ربا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله، فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله. ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن فاضربوهن ضرباً غير مبرح. ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف. وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به، كتاب الله وأنتم تُسألون عنّي، فما أنتم قائلون؟ قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت. فقال بإصبعه السبابة، يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: اللهم اشهد، اللهم اشهد، ثلاث مرات [139] | |
طالع أيضا :خطبة الرسول في حجة الوداع
وفاته
المسجد النبوي. يقع قبر النبي محمد في المبنى ذي القبة الخضراء
في صفر سنة 11 هـ أصيب النبي محمد بأعراض بالحمى
واتقدت حرارته، حتى إنهم كانوا يجدون سَوْرَتَها فوق العِصَابة التي تعصب
بها رأسه. وقد صلى الرسول محمد بالناس وهو مريض 11 يوماً وثقل به
المرض، وطلب من زوجاته أن يمرَّض في بيت عائشة فانتقل إلى بيت عائشة يمشي بين الفضل بن العباس وعلي بن أبي طالب.[140]
تقول بعض الروايات إنه مات بسبب سم دسه له يهود بخيبر في طعامه، فبحسب
رواية البخاري أنه قال: "يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي
أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبْهَرِي من ذلك السم".[141] توفي محمد في ضحى من يوم الاثنين ربيع الأول سنة 11 هـ، وقد تم له ثلاث وستون سنة.[142] وهذا يوافق 8 يونيو / حزيران 632م، ودفن ببيت عائشة بجانب المسجد النبوي.[143]
بعد رحيله
مقال تفصيلي :حادثة السقيفة
بعد وفاة محمد اختلف أتباعه على هوية الشخص الذي سيخلفه في الحكم،[10] حيث اجتمع جماعة من المسلمين في سقيفة بني ساعدة فرشح سعد بن عبادة نفسه وأيده في ذلك الأنصار، في حين رشح عمر بن الخطاب أبا بكرعلي بن أبي طالب كخليفة نظرا لقرابته ومكانته من محمد، ويضيف بعض المؤرخين لهذة الأسباب مبايعة المسلمين له في غدير خم
وإن كان هناك خلاف حول صحة وقوع هذا الحدث. بعد استقرار الأمر لأبي بكر في
المدينة، عمل على حماية المدينة ومحاربة بعض القبائل التي تمردت على
الحكم، وبعض ممن اعتبرهم المسلمون مدعي النبوة، فيما عرف تاريخيا بحروب الردة. كما أرسل أبو بكر سرية كان قد أعدها محمد قبل مماته بقيادة أسامة بن زيدالروم رغم اعتراض البعض لصغر سن قائدها.[144] لاحقا تم النصر لتلك السرية، وعمل أبو بكر على توسيع نفوذ الدولة بإرسال قوات عسكرية إلى مختلف المناطق.
مؤكدا على أحقية المهاجرين في الخلافة. ولقي هذا الترشيح تأييد المسلمين
ممن كانوا في السقيفة، في حين اعترض عليه لاحقا مجموعة من المسلمين كانوا
منشغلين بتجهيز جثمان محمد ودفنه؛ متمسكين ب لمحاربة
ما قبل الحقبة الإسلامية في الشرق الأوسط، كانت تهيمن عليه الإمبراطوريتان البيزنطية والساسانية. أضعفت الحروب بين الروم والفرس قواهما، كما أنهم لم يكونوا يحظون بشعبية في أوساط الشعوب التي يحتلون بلادها. وعلاوة على ذلك، فإن معظم الكنائس المسيحية في الأراضي التي غزاها المسلمون مثل النسطورية، المونوفستية، السريانية والقبطية كانت تتعرض لضغوط من العقيدة المسيحية الأرثوذكسية الرسمية التي لطالما اعتبرتهم هراطقة. وفي غضون عقد واحد فقط، فتح المسلمون بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس، والشام ومصر، وأنشأوا ما عرف بدولة أو إمبراطورية الخلفاء الراشدين.[145]
طالع أيضا :الخلفاء الراشدون
تراثه
الإصلاح
يرى ويليام مونتغمري واط
أن محمدا لم يكن يتعامل مع المواقف المختلفة بالدين فقط وإنما يتعامل معها
وفقا للجوانب الفكرية لتلك المواقف والعوامل الاقتصادية والاجتماعية،
والضغوط السياسية المعاصرة له.[146]برنارد لويس
إن هناك اثنتين من الرؤى السياسية لمحمد، واحدة تنظر إلى محمد كرجل دولة
في المدينة المنورة، والأخرى ترى محمدا باعتباره ثوريا متمردا في مكة. يرى
لويس أن الإسلام نفسه كان نوعا من الثورة التي غيرت كثيرا المجتمعات
العربية إلى تعاليم وثقافة الدين الجديد.[147]
المؤرخون بصفة عامة يتفقون على أن الإصلاحات الاجتماعية الإسلامية في
مجالات مثل التضامن الاجتماعي، وبنية الأسرة، والرق، وحقوق النساء
والأطفال عملت على تحسين أوضاع المجتمع العربي.[147][148] فعلى سبيل المثال، وفقا للويس، فإن "الإسلام منذ البداية شجب امتياز الأرستقراطية، ورفض الطبقية، واعتمد صياغة للمهن وفقا للمواهب ".[147][149] الإصلاحات الاقتصادية وجهت لمساعدة الفقراء في معاناتهم الناتجة عن النظام السابق في مكة قبل الإسلام.[150]
والقرآن يقضي بدفع الزكاة للفقراء. وبالتزامن مع تزايد سلطة محمد في
الجزيرة العربية، كان يطالب تلك القبائل التي كانت تريد التحالف معه
بتطبيق نظام الزكاة على وجه الخصوص.[151][152] ويقول
رسالة محمد غيرت المجتمع والنظام الأخلاقي للحياة في شبه الجزيرة العربية
من خلال إعادة توجيه المجتمع فيما يتعلق بالهوية والنظرة إلى العالم
والطبقية.
القرآن
مقال تفصيلي :القرآن
هذا المقال أو المقطع ينقصه الاستشهاد بمصادر. الرجاء تحسين المقال بوضع مصادر مناسبة. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزالتها. وسم هذا القالب منذ: ديسمبر 2009 |
المصحف العثماني، أقدم نسخة من القرآن.
القرآن هو معجزة النبي محمد، ومعجزة الإسلام التي تحدى بها العالم أن يأتوا بمثلها. حيث ورد في القرآن: ﴿قُلْ
لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ
هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ
لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾. فكان القرآن هو المعجزة الأساسية التي جاء بها النبي محمد متحدياً العالم أن يأتوا بمثلها، ووفقا لمنظور المسلمين فإنه معجزة الإسلام الحية، والتي تُعجز الناس حتى آخر العصور أن يأتوا بمثلها. ويتمثل إعجاز القرآن لغته، حيث جاء القرآن بلغة عربية فصيحة، قال القرآن:﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾ وفي قوله:﴿قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ بيان إلى أن القرآن بيان عربي لا خطأ فيه، فكان الإعجاز اللغوي هو أول وأهم أسباب إعجاز القرآن، لذا لا يسمح علماء السنة بترجمة ألفاظ القرآن، ويعتبرون ترجمة القرآن
مستحيلة، بينما يسمحون بترجمة معانيه. والإعجاز اللغوي يشمل قوة اللفظ
وجماله، وصحة التكوين، وبلاغة الذكر والاختصار. كما ظهر حديثا تيار يعتقد
بوجود إعجاز علمي في القرآن، حيث تفسر بعض الآيات على أنها تثبت نظريات علمية لم يكتشفها العالم إلا بعد فترة طويلة جدا من ظهور القرآن.
وتحتوي الآثار الإسلامية على عدة معجزات أخرى لمحمد والتي حدثت بين
أصحابه. يؤمن المسلمون أن الرسول محمدا أتى بعدد من المعجزات موجودة في السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي؛ ويشير القرآن
في عدة مواضع أن الرسول لم يُؤْتَ آيات أو معجزات كآيات الرسل من قبله
وإنما أوتي القرآن، فهو معجزته الأساسية الباقية. من تلك المعجزات الأخرى
انشقاق القمر، وتسبيح الحصي بين يديه وهناك معجزات أخرى. طالع أيضا :معجزات محمد
السنة
مقالات تفصيلية :سنة نبوية و حديث نبوي
السنة هي كل ما ورد عن محمد من أقوال وأفعال وتقارير. وهي موجودة حاليا
في صورة أحاديث يؤمن المسلمون أنها نقلت شفهيا عن الرسول ثم تم تدوينها في
كتب الحديث. وعمل علماء الدين المسلمون على إنشاء ضوابط لهذه الأحاديث
للتأكد من صحتها، فظهرت مجالات علوم الحديث مثل علم تدوين الحديث وعلم أصول الحديث وعلم مصطلح الحديث وعلم دراية الحديث
وغيرها. وتتناول السنة مجموعة واسعة من المجالات مثل شرح القرآن وأسس
العقيدة الإسلامية وكيفية أداء الشعائر الدينية؛ وعلى جانب آخر تتناول
آدابا عامة مثل آداب الطعام والحديث وحق الطريق وحق الجار؛ كما تحتوي على
نصائح للفرد المسلم مثل الحث على النظافة الشخصية. تفاصيل العديد من
الشعائر الإسلامية الكبرى مثل الصلوات، والصيام والحج توجد فقط في السنة
ولا توجد في القرآن مفصلة.[153] السنة أيضا لعبت دورا رئيسيا في تطوير العلوم الدينية الإسلامية فقد ساهمت بشكل أساسي في تكوين الشريعة الإسلامية، ابتداء من نهاية القرن الإسلامي الأول.[154]
زوجاته وأبناؤه
مقالات تفصيلية :أهل البيت و أمهات المؤمنين
رد: محمد صلي الله عليه وسلم
زوجاته
زوجات محمد يعرفن في الإسلام بـ أمهات المؤمنين. وعددهن اثنتا عشرة زوجة، هن بالترتيب، (كما ذكره الحافظ عبد الرحيم العراقي)[155]:
أولاده
لمحمد سبعة أولاد: ثلاثة بنين وأربع بنات، جميعهم من زوجته أم المؤمنين خديجة إلا إبراهيم فهو من مارية.
أبناء وبنت رسول الله صلى الله عليه وعليهم وسلم
وكل أولاده ماتوا في حياته إلا فاطمة فإنها توفيت بعده [156]
الموالي والإماء
كما امتلك محمد عددا من الموالي، منهم:[157][158]
ومن الإماء:
أسماؤه
لغويا، يعني اسم "محمد": الشخص المحمود حمدا كثيرا[160]، وتوجد في الآثار الإسلامية أحاديث حول أسمائه مثل:
روي عن جبير بن مطعم في رواية للبخاري ومسلم، قال :
روي عن أبي موسى الأشعري في رواية لمسلم، قال :
وقد اختلف رجال الدين الإسلامي في أسماء كثيرة، هل تصح نسبتها إلى نبي الإسلام أو لا، فأدى ذلك إلى اختلافهم في تعداد هذه الأسماء فجعلها بعضهم كعدد أسماء الله الحسنى تسعة وتسعين اسما، وعد منها الجزولي في "دلائل الخيرات" مائتي اسم، وأوصلها ابن دحية
في كتابه "المستوفى في أسماء المصطفى" نحو ثلاثمائة اسم. وقد كان من أهم
أسباب الخلاف أن بعضهم رأى كل وصف وُصف به النبي في القرآن من أسمائه. في
حين قال آخرون: إن هذه أوصاف وليست أسماء أعلام. قال النووي: بعض هذه المذكورات صفات، فإطلاق الأسماء عليها إنما هو مجاز.[161] ويقول السيوطي: وأكثرها صفات.[162]
وقد صنف العلماء في جمع أسماء نبي الإسلام مصنفات كثيرة، تزيد على الأربعة عشر مصنفا، وهي: لابن دحية، والقرطبي، والرصاع، والسخاوي، والسيوطي، وابن فارس، والجزولي، ويوسف النبهاني، وغيرهم. منها: " الرياض الأنيقة في شرح أسماء خيرالخليقة" للسيوطي.
وقد جمع الحافظ عبد الرحيم العراقي بعض أسماء النبي في أبيات من الشعر، هي[163]:
زوجات محمد يعرفن في الإسلام بـ أمهات المؤمنين. وعددهن اثنتا عشرة زوجة، هن بالترتيب، (كما ذكره الحافظ عبد الرحيم العراقي)[155]:
خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية - ولم يتزوج غيرها إلا بعد وفاتها. | 28 ق.هـ | 3 ق.هـ |
سودة بنت زمعة بن قيس القرشية العامرية. | 3 ق. هـ | 54 هـ |
عائشة بنت أبي بكر الصديق بن أبي قحافة القرشية التيمية. | 2 ق.هـ | 56 هـ |
حفصة بنت عمر بن الخطاب القرشية العدوية. | 2 هـ أو 3 هـ | 45 هـ |
زينب بنت خزيمة بن الحارث الهلالية. | 3 هـ أو 4 هـ | 4 هـ |
أم سلمة هند بنت أبي أمية بن المغيرة القرشية المخزومية. | 4 هـ | 58 هـ |
زينب بنت جحش بن رئاب الأسدية. | 4 هـ أو 5 هـ | 20 هـ |
جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعية المصطلقية. | 5 هـ أو 6 هـ | 50 هـ |
مارية بنت شمعون القبطية | 7 هـ | 16 هـ |
أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان بن حرب القرشية الأموية | 7 هـ | 44 هـ |
صفية بنت حيي بن أخطب الإسرائيلية الهارونية النضيرية. | 7 هـ | 50 هـ |
ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية. | 7 هـ | 51 هـ |
لمحمد سبعة أولاد: ثلاثة بنين وأربع بنات، جميعهم من زوجته أم المؤمنين خديجة إلا إبراهيم فهو من مارية.
الذكور: | 1.القاسم | 2.عبد الله | 3.إبراهيم | |
الإناث: | 1.زينب | 2.رقية | 3.فاطمة الزهراء | 4.أم كلثوم |
أبناء وبنت رسول الله صلى الله عليه وعليهم وسلم
وكل أولاده ماتوا في حياته إلا فاطمة فإنها توفيت بعده [156]
الموالي والإماء
كما امتلك محمد عددا من الموالي، منهم:[157][158]
- زيد بن حارثة وكان قد تبناه قبل الإسلام، لكن الإسلام عاد وألغى التبني.[159]
- أسامة بن زيد.
- ثوبان بن بجدد.
- أبو هند.
- أبو لبابة.
ومن الإماء:
- مارية القبطية
وهي جارية أرسلها مقوقس مصر كهدية مع رسول محمد الذي دعاه إلى الإسلام.
ويقال إنه تزوجها فيما بعد وهناك مصادر تنفي زواجه بها. وقد أنجب منها
ولده إبراهيم. - سيرين وهي أخت مارية، أهداها إلى حسان بن ثابت المعروف بشاعر الرسول. وتزوجها حسان لاحقا.
- ريحانة بنت زيد وهي إحدى سبايا بني قريظة، وقد عرض عليها الدخول في الإسلام والزواج منه إلا أنها رفضت.
أسماؤه
لغويا، يعني اسم "محمد": الشخص المحمود حمدا كثيرا[160]، وتوجد في الآثار الإسلامية أحاديث حول أسمائه مثل:
روي عن جبير بن مطعم في رواية للبخاري ومسلم، قال :
| سمّي لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه أسماء فقال: أنا محمد وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يُحشَرُ الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي | |
روي عن أبي موسى الأشعري في رواية لمسلم، قال :
| كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه أسماء، فقال: أنا محمد وأحمد والمقفى والحاشر ونبي التوبة ونبي الرحمة | |
وقد اختلف رجال الدين الإسلامي في أسماء كثيرة، هل تصح نسبتها إلى نبي الإسلام أو لا، فأدى ذلك إلى اختلافهم في تعداد هذه الأسماء فجعلها بعضهم كعدد أسماء الله الحسنى تسعة وتسعين اسما، وعد منها الجزولي في "دلائل الخيرات" مائتي اسم، وأوصلها ابن دحية
في كتابه "المستوفى في أسماء المصطفى" نحو ثلاثمائة اسم. وقد كان من أهم
أسباب الخلاف أن بعضهم رأى كل وصف وُصف به النبي في القرآن من أسمائه. في
حين قال آخرون: إن هذه أوصاف وليست أسماء أعلام. قال النووي: بعض هذه المذكورات صفات، فإطلاق الأسماء عليها إنما هو مجاز.[161] ويقول السيوطي: وأكثرها صفات.[162]
وقد صنف العلماء في جمع أسماء نبي الإسلام مصنفات كثيرة، تزيد على الأربعة عشر مصنفا، وهي: لابن دحية، والقرطبي، والرصاع، والسخاوي، والسيوطي، وابن فارس، والجزولي، ويوسف النبهاني، وغيرهم. منها: " الرياض الأنيقة في شرح أسماء خيرالخليقة" للسيوطي.
وقد جمع الحافظ عبد الرحيم العراقي بعض أسماء النبي في أبيات من الشعر، هي[163]:
محمّد مع المقفّي أحمدا | الحاشر العاقب والماحِي الرَّدَى | |
وهو المسمى بنَبيّ الرَّحمة | في مسلم وبنبيّ التوبة | |
وفيه أيضاً بنبيّ الملحمة | وفي رِواية: نبيّ المرحمة | |
طَهَ ويَاسِين مع الرَّسول | كذاك عبداللَّه في التّنزيل | |
والمتوكّل النّبيّ الأمِّي | والرَّؤوف الرَّحيم أيّ رُحْم | |
وشَاهدا مبَشرا نذيرا | كذَا سراجاً، صِلْ به مُنِيرا | |
كذا به المزَّمِّل المدَّثّر | وداعياً للَّه والمُذَكِّر | |
ورحمة ونعمةٌ وهادِي | وغيرها تجِلُّ عَن تَعدَادِ | |
وقد وعى ابن العربيِ سبعة | من بعد ستِّين، وقيل: تسعة | |
من بعد تسعين، ولابن دحيَةِ: | الفحص يوفِيهَا ثَلاَثَ مِئةِ | |
وكَونها ألفاً ففِي العارِضَةِ | ذكَرَه عن بعض ذي الصُّوفيَّة |
رد: محمد صلي الله عليه وسلم
المسلمون
يعتبر المسلمون محمدا آخر الأنبياء والمرسلين فلا نبي بعده، وأن رسالته موجهة للناس كافة، وبموته انقطع الوحي إلى يوم القيامة. وتعد شهادة أن محمدا رسول الله الشطر الثاني من الشهادتين -الشرط الأساسي لدخول الإسلام-.[181]
يرى المسلمون في محمد الإنسان الكامل عقلا وخلقا ودينا، ومعصوما من
الخطأ، والأسوة الحسنة التي ينبغي على كل إنسان التأسي بها. كما يؤمنون
بكونه سيد البشر جميعا وأفضل الأنبياء والرسل وأفضل من الناس جميعا.
ويؤمنون بأنه سيشفع لهم يوم القيامة عند الله ليتغاضى عن ذنوبهم ويدخلهم
الجنة.
يحتل محمد مكانة مقدسة بين المسلمين مهما تفاوتت درجة تدينهم، فيرفضون الحديث عنه بسوء، ويرفض المسلمون السنة تمثيله بالصور أو الصوت. يحتفل المسلمون بمولد محمد
في كافة أنحاء العالم الإسلامي باستثناء السعودية نظرا لحكمها بنظام سلفي.
وتنتشر في بعض الأوساط الإسلامية بعض الممارسات المتعلقة بمحمد مثل الحضرة والمديح والتوسل بالنبي، كما تعد زيارة مسجده من السنن.
يعمل المسلمون على تمييز اسم محمد عند حديثهم عنه اتباعا لتعاليم
القرآن، وتقديرا واحتراما له. فعادة ما يشار إليه "رسول الله" أو "سيدنا
محمد" أو "النبي"، ويتبعون اسمه بالصلاة والسلام عليه بقولهم "عليه الصلاة
والسلام" أو "صلى الله عليه وسلم" أو "صلى الله عليه وآله وسلم" وغيرها من
الصلوات الأخرى،[182] وهذا كذلك اتباعا لأمر قرآني بالصلاة عليه فضلا عن وجود أحاديث توضح كيفية الصلاة على النبي وفضلها، حيث يؤمن المسلمون أن محمدا يشفع لمن يصلي عليه. وقد وصف محمد في أحد الأحاديث من لا يصلي عليه بالبخيل.
نظرة الغرب لمحمد
كان لدى أوروبا في الحقبة اللاتينية من العصور الوسطى
كمية جيدة من المعلومات الدقيقة حول حياة محمد، ولكن هذه المعلومات تفسر
بشكل يظهر محمدا في صورة دجال يطمح إلى السلطة والقوة، وعمل على إغواء
أتباعه من العرب المسلمين لغزو البلاد المحيطة خلف ستار ديني.[15] بعض مسيحيي العصور الوسطى قالوا بأنه توفي عام 666 في إشارة لرقم الشيطان.[183] وقام آخرون بتحريف الاسم من محمد إلى ماهوند Mahound وتعني الشيطان المتجسد.[184] يقول برنارد لويس أن مصطلح ماهوند تطور ليصور محمدا كشيطان أو إله مزيف يعبد مع "أبولو" و"ترماغانت" في ثالوث غير مقدس.[185] وفي وقت لاحق من القرون الوسطى، قدم ليفير دو تريزور عملا يمثل محمدا كراهب سابق وكاردينال. الكوميديا الإلهية لدانتي
(الكانتو الثامن والعشرون XXVIII) قدمت محمدا بالإضافة إلى علي، في الجحيم
" بين رؤوس الفتنة والانشقاقيين، ويتم تجريحهم بواسطة الشياطين مرارا
وتكرارا."[15]
بعد حركة الإصلاح الديني في أوروبا، لم يعد يُنظر إلى محمد كإله أو وثن، ولكن بقيت فكرة كونه مدعيا طموحا.[185] غيوم بوستيل كان من أوائل الذين قدموا رؤية أكثر إيجابية لمحمد. باولاينفيليرز وصف محمدا كزعيم سياسي موهوب ومشرع قوانين فحسب. غوتفريد لايبنتز أشاد بمحمد لأنه لم ينحرف عن الدين الطبيعي على حد تعبيره.[15] توماس كارليل وصف محمدا بالروح العظيمة الصامتة، وواحد من الذين لا يمكن إلا أن يكونوا جادين.[186] إدوارد جيبون
في كتابه تاريخ سقوط وأفول الإمبراطورية الرومانية قال: "ويلاحظ أن الحس
السليم لمحمد جعله يحتقر أبهة الملوك". وفي نظرة مخالفة وصفه فريدريش مارتن فون بودنشتاد (1851) بالمدمر المشؤوم، ونبي للقتل.[15] الأعمال اللاحقة بداية من القرن الثامن عشر
ابتعدت عن ذلك الجدال حول نبوة محمد، وتم إيلاء المزيد من الاهتمام إلى
الجانب الإنساني، والعوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية أكثر من
النواحي الدينية واللاهوتية والمسائل الروحية.[187]
مع مطلع الجزء الأخير من القرن العشرين،
تغيرت فكرة الباحثين الغربيين واتجهت إلى التعاطف مع قضيته، وخاصة مع
الوعي بالحقائق الدينية والروحية للمشاركين في دراسة حياة مؤسس دين عالمي
رئيسي.[187] ووفقا لواط وريتشارد بيل، فإن الكتاب في تلك الآونة رفضوا فكرة أن محمدا تعمد خداع أتباعه، معتقدين أنه كان أمينا تماما وتصرف بحسن نية كاملة.[188] واط يقول إن الإخلاص لا يعني صحة مباشرة فقد يكون محمد اعتقد خطأ أن خواطر لا شعورية من عقله الباطن هي وحي إلهي.[189] واط ولويس يجزمان بأن النظر لمحمد كمُدّعٍ طموح يسعى لتحقيق ذاته يجعل من المستحيل فهم كيفية تطور الإسلام.[190] ويقول ولش إن محمدا كان قادرا على إحداث ذلك التأثير والنجاح بفضل إيمانه الراسخ برسالته.[15] كما بدا محمد على استعداد لتحمل المشاق من أجل قضيته، حتى عندما لا يوجد أي أساس منطقي للأمل كان يبدو عليه الإخلاص حسبما قال لويس.[191]
حديثا، وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر،
ظهر تيار منتقد لمحمد ربما بسبب الخلط بين تصرفات الإرهابيين والمتطرفين
الإسلاميين ورسالة الإسلام بشكل عام. ويُرجع أنصار هذا التيار سبب العنف
الموجود في العالم الإسلامي إلى تعاليم الإسلام ومحمد، وأنتجوا أعمالا ينتقدون فيها محمدا مثل كتاب نبي الخراب، فيلم فتنة، والرسوم الكاريكاتورية في صحيفة يولاندس بوستن.
وجهات نظر أخرى
أنظر أيضاً
يعتبر المسلمون محمدا آخر الأنبياء والمرسلين فلا نبي بعده، وأن رسالته موجهة للناس كافة، وبموته انقطع الوحي إلى يوم القيامة. وتعد شهادة أن محمدا رسول الله الشطر الثاني من الشهادتين -الشرط الأساسي لدخول الإسلام-.[181]
يرى المسلمون في محمد الإنسان الكامل عقلا وخلقا ودينا، ومعصوما من
الخطأ، والأسوة الحسنة التي ينبغي على كل إنسان التأسي بها. كما يؤمنون
بكونه سيد البشر جميعا وأفضل الأنبياء والرسل وأفضل من الناس جميعا.
ويؤمنون بأنه سيشفع لهم يوم القيامة عند الله ليتغاضى عن ذنوبهم ويدخلهم
الجنة.
يحتل محمد مكانة مقدسة بين المسلمين مهما تفاوتت درجة تدينهم، فيرفضون الحديث عنه بسوء، ويرفض المسلمون السنة تمثيله بالصور أو الصوت. يحتفل المسلمون بمولد محمد
في كافة أنحاء العالم الإسلامي باستثناء السعودية نظرا لحكمها بنظام سلفي.
وتنتشر في بعض الأوساط الإسلامية بعض الممارسات المتعلقة بمحمد مثل الحضرة والمديح والتوسل بالنبي، كما تعد زيارة مسجده من السنن.
يعمل المسلمون على تمييز اسم محمد عند حديثهم عنه اتباعا لتعاليم
القرآن، وتقديرا واحتراما له. فعادة ما يشار إليه "رسول الله" أو "سيدنا
محمد" أو "النبي"، ويتبعون اسمه بالصلاة والسلام عليه بقولهم "عليه الصلاة
والسلام" أو "صلى الله عليه وسلم" أو "صلى الله عليه وآله وسلم" وغيرها من
الصلوات الأخرى،[182] وهذا كذلك اتباعا لأمر قرآني بالصلاة عليه فضلا عن وجود أحاديث توضح كيفية الصلاة على النبي وفضلها، حيث يؤمن المسلمون أن محمدا يشفع لمن يصلي عليه. وقد وصف محمد في أحد الأحاديث من لا يصلي عليه بالبخيل.
نظرة الغرب لمحمد
كان لدى أوروبا في الحقبة اللاتينية من العصور الوسطى
كمية جيدة من المعلومات الدقيقة حول حياة محمد، ولكن هذه المعلومات تفسر
بشكل يظهر محمدا في صورة دجال يطمح إلى السلطة والقوة، وعمل على إغواء
أتباعه من العرب المسلمين لغزو البلاد المحيطة خلف ستار ديني.[15] بعض مسيحيي العصور الوسطى قالوا بأنه توفي عام 666 في إشارة لرقم الشيطان.[183] وقام آخرون بتحريف الاسم من محمد إلى ماهوند Mahound وتعني الشيطان المتجسد.[184] يقول برنارد لويس أن مصطلح ماهوند تطور ليصور محمدا كشيطان أو إله مزيف يعبد مع "أبولو" و"ترماغانت" في ثالوث غير مقدس.[185] وفي وقت لاحق من القرون الوسطى، قدم ليفير دو تريزور عملا يمثل محمدا كراهب سابق وكاردينال. الكوميديا الإلهية لدانتي
(الكانتو الثامن والعشرون XXVIII) قدمت محمدا بالإضافة إلى علي، في الجحيم
" بين رؤوس الفتنة والانشقاقيين، ويتم تجريحهم بواسطة الشياطين مرارا
وتكرارا."[15]
“ | الفيلسوف، الخطيب، والرسول، والمشرع، المحارب، الفاتح المنتصر للفكر، والمرمم للعقائد، والعبادة بدون صور، مؤسس عشرين من الإمبراطوريات الأرضية، وإمبراطورية روحانية واحدة، هذا هو محمد! | ” |
—ألفونس دي لامارتين، تاريخ الأتراك |
في كتابه تاريخ سقوط وأفول الإمبراطورية الرومانية قال: "ويلاحظ أن الحس
السليم لمحمد جعله يحتقر أبهة الملوك". وفي نظرة مخالفة وصفه فريدريش مارتن فون بودنشتاد (1851) بالمدمر المشؤوم، ونبي للقتل.[15] الأعمال اللاحقة بداية من القرن الثامن عشر
ابتعدت عن ذلك الجدال حول نبوة محمد، وتم إيلاء المزيد من الاهتمام إلى
الجانب الإنساني، والعوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية أكثر من
النواحي الدينية واللاهوتية والمسائل الروحية.[187]
مع مطلع الجزء الأخير من القرن العشرين،
تغيرت فكرة الباحثين الغربيين واتجهت إلى التعاطف مع قضيته، وخاصة مع
الوعي بالحقائق الدينية والروحية للمشاركين في دراسة حياة مؤسس دين عالمي
رئيسي.[187] ووفقا لواط وريتشارد بيل، فإن الكتاب في تلك الآونة رفضوا فكرة أن محمدا تعمد خداع أتباعه، معتقدين أنه كان أمينا تماما وتصرف بحسن نية كاملة.[188] واط يقول إن الإخلاص لا يعني صحة مباشرة فقد يكون محمد اعتقد خطأ أن خواطر لا شعورية من عقله الباطن هي وحي إلهي.[189] واط ولويس يجزمان بأن النظر لمحمد كمُدّعٍ طموح يسعى لتحقيق ذاته يجعل من المستحيل فهم كيفية تطور الإسلام.[190] ويقول ولش إن محمدا كان قادرا على إحداث ذلك التأثير والنجاح بفضل إيمانه الراسخ برسالته.[15] كما بدا محمد على استعداد لتحمل المشاق من أجل قضيته، حتى عندما لا يوجد أي أساس منطقي للأمل كان يبدو عليه الإخلاص حسبما قال لويس.[191]
حديثا، وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر،
ظهر تيار منتقد لمحمد ربما بسبب الخلط بين تصرفات الإرهابيين والمتطرفين
الإسلاميين ورسالة الإسلام بشكل عام. ويُرجع أنصار هذا التيار سبب العنف
الموجود في العالم الإسلامي إلى تعاليم الإسلام ومحمد، وأنتجوا أعمالا ينتقدون فيها محمدا مثل كتاب نبي الخراب، فيلم فتنة، والرسوم الكاريكاتورية في صحيفة يولاندس بوستن.
وجهات نظر أخرى
- البابية والبهائية والأحمدية تعتبر محمدا أحد الأنبياء والرسل، لكنه ليس آخرهم فهناك من بعده حسب رأيهم الباب والبهاء وميرزا غلام أحمد القادياني، ويعتبرون تعاليم محمد منسوخة بتعاليمهم.
- في ديانة الثيليما يعد محمد أحد قديسي إكليزيا غنوستيكا كاثوليكا (بالإنجليزية: Saints of Ecclesia Gnostica Catholica) (الكنيسة المعرفية الكاثوليكية).
- يعده ناناك مؤسس الديانة السيخية أحد رسل البراهما.[192]
- الحاخام اليهودي موسى بن ميمون يعتبره ساعد بتأسيسه للديانة الإسلامية على إعادة الناس إلى الله بعد أن كانوا يعبدون الأوثان فيما يعتبرها خطوة تمهيدية لظهور الماشيح وتوحيد العالم على عبادة الله.
- كما تعتبره كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة من الإصلاحيين مثله مثل كونفوشيوس وكذلك الفلاسفة مثل سقراط وأفلاطون
وغيرهم، وسيأخذون الجزاء عند الله على ضوء القيم الأخلاقية التي أعطيت
لهم، ولدعوتهم للتنوير وتحقيق مستوى أعلى من التفاهم بين الأفراد.[193]
أنظر أيضاً
مواضيع مماثلة
» نبي الله ذو الكفل عليه السلام
» نبي الله آدم عليه السلام
» نبي الله نوح عليه السلام
» نبي الله لوط عليه السلام
» نبي الله هارون عليه السلام
» نبي الله آدم عليه السلام
» نبي الله نوح عليه السلام
» نبي الله لوط عليه السلام
» نبي الله هارون عليه السلام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت أبريل 09, 2016 8:53 am من طرف عاشق المستحيل
» اخبار الطقس حول العالم
الأحد يناير 11, 2015 4:24 am من طرف عاشق المستحيل
» اجمل الكلمات
الأربعاء أكتوبر 08, 2014 4:51 pm من طرف عاشق المستحيل
» منتديات أم دغينة والإختلام المرفوض
الجمعة مايو 16, 2014 9:19 pm من طرف عاشق المستحيل
» صورة رئيس مصر الجديد محمد مرسي
الجمعة أغسطس 03, 2012 2:00 pm من طرف عاشق المستحيل
» الحكم على فتاة في السودان بالرجم حتى الموت
الخميس أغسطس 02, 2012 1:58 pm من طرف عاشق المستحيل
» ۩ اكبر مكتبه مصاحف مرتله ۩ باعلي جوده ومساحه مناسبه للتحميل للجميع علي اكثر من سيرفر
الثلاثاء أغسطس 23, 2011 10:36 pm من طرف عاشق المستحيل
» طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين والإخوة
الثلاثاء أغسطس 23, 2011 10:22 pm من طرف عاشق المستحيل
» اشعار الإمام الشافعي
الخميس مارس 17, 2011 7:07 pm من طرف عاشق المستحيل
» مجموعة من مواقع الكتب الالكترونية
السبت فبراير 26, 2011 10:07 pm من طرف عاشق المستحيل
» الأحاديث الثابتة في فضائل سور وآيات القرآن
السبت فبراير 26, 2011 9:22 pm من طرف عاشق المستحيل
» فائدة من سورة يوسف 100
السبت فبراير 26, 2011 9:16 pm من طرف عاشق المستحيل
» مجموعه كتب فى علم النفس للتحميل
السبت فبراير 26, 2011 7:30 pm من طرف عاشق المستحيل
» أًرحً قًـلبًـك ًهـنًـا....
السبت فبراير 26, 2011 7:28 pm من طرف عاشق المستحيل
» مـــجـــمـــــوعــــة أقــــلام
السبت فبراير 26, 2011 7:21 pm من طرف عاشق المستحيل