الانفصال من وجهة نظر عامة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الانفصال من وجهة نظر عامة
في التاسع من يناير المقبل، وهو موعد الاستفتاء على مصير جنوب السودان، سيقرر الجنوبيون مصيرهم، فإما أن يبقوا موحدين مع الشمال وإما يختاروا الاستقلال ويعلنوا لاحقاً دولتهم المستقلة، وهو الاحتمال الذي ترجحه جميع التقارير، وهو أيضاً ما يسعى إليه قادة الجنوب، وما ترتب وتستعد له دول كثيرة يأتي في مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية.
بكل تأكيد سيكون مؤلماً للسودانيين بشكل خاص وللعرب عموماً أن يقرر الجنوبيون الانفصال، فهذه ستكون المرة الأولى التي تنقسم فيها دولة عربية وتخسر جزءاً من مساحتها وأراضيها بناء على رغبة جزء من مواطنيها. ربما يقول البعض أو يفسر ما سيحصل، بأنه نتيجة لمؤامرة دولية ضد السودان لأسباب تتعلق بوجود المسيحيين في جنوب السودان واهتمام الغرب بهم، أو بسبب وجود النفط وغيره من الثروات المعدنية التي اكتشفت في الأعوام العشرة الأخيرة، لكن وحتى لو بدا ذلك صحيحاً للوهلة الأولى، لابد من الاقرار أن الحكومة المركزية في الخرطوم والشماليين عموماً ساهموا في إيصال الجنوبيين إلى هذا الخيار الانفصالي. ولعل الحروب الأهلية التي وقعت واستهدفت الأقليات المسيحية والاثنية في السودان خير دليل على المسؤولية
التاريخية التي تتحملها الحكومة السودانية في انسلاخ جزء كبير من السودان، بعد الاستفتاء، يقال ان مساحته تضاهي مساحة فرنسا تقريباً.
خلال تصريحات لإيزكيل لول جاتكوث رئيس بعثة حكومة جنوب السودان في واشنطن، أعرب هذا المسؤول الجنوبي عن الكثير من الآمال بحصول الانفصال وبناء دولة جديدة، وقال إن سكان الجنوب سيصوتون بنسبة 98 في المئة لصالح الانفصال، وأن فكرة السودان الكبير الموحد بالنسبة للحركة الشعبية، قد انتهت فعلياً.
ربما يكون على حق هذا المسؤول، فلكي يوجد سودان موحد يجب القيام بجهود جبارة يأتي في مقدمها تغيير النظام السياسي بحيث يكون السودان دولة لجميع مواطنيه لا أن يعرف نفسه بأنه دولة عربية مسلمة، ولا أن يخرج المسؤولون السودانيون ويبشروا بدولة تعتمد على الشريعة في الحكم، فمثل هذه التصريحات لا توحد
السودانيين لأنهم ينتمون لأديان وطوائف وقبائل وأثنيات قومية مختلفة، وهذا يعني أن شخصاً مسيحياً مثل إيزكيل لول جاتكوث أو مثل سلفا كير لا مكان لهما في السودان، ولن يشعرا بالانتماء له أصلاً. وينطبق الشيء نفسه على سكان دارفور الأفارقة المسلمين، فهم ليسوا عرباً.
كل التقارير والمتابعون لما يحصل في جنوب السودان وما تشهده كواليس الدول الكبرى، يقول ان الانفصال مقبل لا محالة وأن دولة جديدة باتت قاب قوسين أو أدنى من النشوء. أما طبيعة هذه الدولة الجديدة وتوجهاتها المستقبلية وخياراتها السياسية الإقليمية والدولية، فكل المؤشرات تقول إنها ليست في صالح السودان أو العرب عموماً.
مسؤولو الجنوب يقولون إنه في حالة الانفصال، سيحتاج مواطن شمال السودان إلى تأشيرة دخول للجنوب، كما لو أنه يسافر إلى أي دولة في العالم، بعد أن كان الجنوب جزءا من دولته، وستكون هوية الدولة ديموقراطية علمانية نكاية بالشماليين والعرب والمسلمين نتيجة لما عانوه منهم خلال العقود القليلة المنصرمة، أيضاً ستكون اللغة الانكليزية هي اللغة الرسمية للدولة الجديدة أما اللغة العربية فستكون اللغة الثالثة أو الثانية.
من ناحية ثانية فإن العديد من الدول باتت تتعامل مع موضوع انفصال جنوب السودان كما لو أنه حقيقة واقعة دون ريب، وباتت تهيئ نفسها، وأوعزت للمؤسسات والمنظمات الدولية العمل على الاستعداد لتلك اللحظة. المسؤولون السودانيون باتوا أنفسهم يتقبلون فكرة انفصال الجنوب عن بقية السودان.
وفي إطار الاستعدادات لولادة الدولة الجديدة، ثمة تقارير تحدثت عن وجود بنية قائمة لجيش الدولة الجديدة، ومن المعروف أن وزارة الخارجية الأميركية وفي أعقاب التوصل لاتفاق السلام الشامل بين الشمال والجنوب، منحت إحدى الشركات الأميركية الخاصة عقداً للقيام بتأهيل متمردي جنوب السودان وتحويلهم لقوة عسكرية محترفة. واختارت الحكومة الأميركية شركة «دين كورب» التي فازت بقيمة العقد المبدئي البالغة 40 مليون دولار للقيام بهذه المهمة. من الجدير بالذكر أن منظمة الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان أشارت إلى احتياج الجنوبيين للتدريب تحت إشراف حكومة جنوب السودان.
الولايات المتحدة والعديد من كبار رجال الأعمال المقربون من دوائر صناعة القرار يعرفون تماماً المستقبل الاستثماري الكبير الذي ينتظرهم هناك، مثل رجل الأعمال الأميركي فيليب هالبيرج، وهو مصرفي متقاعد، حيث ذكرت صحف أميركية أنه قام بشراء 400 ألف فدان من الأراضي في جنوب السودان.
ولا يفوت أركان إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما فرصة إلا ويؤكدون فيها على ضرورة إجراء استفتاء انفصال الجنوب، ويظهر كل ذلك بوضوح أولوية هدف إجراء الاستفتاء وانفصال الجنوب على قضايا أخرى تتعلق بالشأن السوداني.
السودان ذاهب إلى التقسيم قريباً، وسيصبح دولتين، ليست المؤامرات وحدها ما يفتت العرب. على الحكومات والأحزاب العربية الحاكمة، وخاصة تلك التي تحكم دولاً تضم أقليات دينية وأثنية، الانتباه إلى التجربة السودانية والاتعاظ.
بكل تأكيد سيكون مؤلماً للسودانيين بشكل خاص وللعرب عموماً أن يقرر الجنوبيون الانفصال، فهذه ستكون المرة الأولى التي تنقسم فيها دولة عربية وتخسر جزءاً من مساحتها وأراضيها بناء على رغبة جزء من مواطنيها. ربما يقول البعض أو يفسر ما سيحصل، بأنه نتيجة لمؤامرة دولية ضد السودان لأسباب تتعلق بوجود المسيحيين في جنوب السودان واهتمام الغرب بهم، أو بسبب وجود النفط وغيره من الثروات المعدنية التي اكتشفت في الأعوام العشرة الأخيرة، لكن وحتى لو بدا ذلك صحيحاً للوهلة الأولى، لابد من الاقرار أن الحكومة المركزية في الخرطوم والشماليين عموماً ساهموا في إيصال الجنوبيين إلى هذا الخيار الانفصالي. ولعل الحروب الأهلية التي وقعت واستهدفت الأقليات المسيحية والاثنية في السودان خير دليل على المسؤولية
التاريخية التي تتحملها الحكومة السودانية في انسلاخ جزء كبير من السودان، بعد الاستفتاء، يقال ان مساحته تضاهي مساحة فرنسا تقريباً.
خلال تصريحات لإيزكيل لول جاتكوث رئيس بعثة حكومة جنوب السودان في واشنطن، أعرب هذا المسؤول الجنوبي عن الكثير من الآمال بحصول الانفصال وبناء دولة جديدة، وقال إن سكان الجنوب سيصوتون بنسبة 98 في المئة لصالح الانفصال، وأن فكرة السودان الكبير الموحد بالنسبة للحركة الشعبية، قد انتهت فعلياً.
ربما يكون على حق هذا المسؤول، فلكي يوجد سودان موحد يجب القيام بجهود جبارة يأتي في مقدمها تغيير النظام السياسي بحيث يكون السودان دولة لجميع مواطنيه لا أن يعرف نفسه بأنه دولة عربية مسلمة، ولا أن يخرج المسؤولون السودانيون ويبشروا بدولة تعتمد على الشريعة في الحكم، فمثل هذه التصريحات لا توحد
السودانيين لأنهم ينتمون لأديان وطوائف وقبائل وأثنيات قومية مختلفة، وهذا يعني أن شخصاً مسيحياً مثل إيزكيل لول جاتكوث أو مثل سلفا كير لا مكان لهما في السودان، ولن يشعرا بالانتماء له أصلاً. وينطبق الشيء نفسه على سكان دارفور الأفارقة المسلمين، فهم ليسوا عرباً.
كل التقارير والمتابعون لما يحصل في جنوب السودان وما تشهده كواليس الدول الكبرى، يقول ان الانفصال مقبل لا محالة وأن دولة جديدة باتت قاب قوسين أو أدنى من النشوء. أما طبيعة هذه الدولة الجديدة وتوجهاتها المستقبلية وخياراتها السياسية الإقليمية والدولية، فكل المؤشرات تقول إنها ليست في صالح السودان أو العرب عموماً.
مسؤولو الجنوب يقولون إنه في حالة الانفصال، سيحتاج مواطن شمال السودان إلى تأشيرة دخول للجنوب، كما لو أنه يسافر إلى أي دولة في العالم، بعد أن كان الجنوب جزءا من دولته، وستكون هوية الدولة ديموقراطية علمانية نكاية بالشماليين والعرب والمسلمين نتيجة لما عانوه منهم خلال العقود القليلة المنصرمة، أيضاً ستكون اللغة الانكليزية هي اللغة الرسمية للدولة الجديدة أما اللغة العربية فستكون اللغة الثالثة أو الثانية.
من ناحية ثانية فإن العديد من الدول باتت تتعامل مع موضوع انفصال جنوب السودان كما لو أنه حقيقة واقعة دون ريب، وباتت تهيئ نفسها، وأوعزت للمؤسسات والمنظمات الدولية العمل على الاستعداد لتلك اللحظة. المسؤولون السودانيون باتوا أنفسهم يتقبلون فكرة انفصال الجنوب عن بقية السودان.
وفي إطار الاستعدادات لولادة الدولة الجديدة، ثمة تقارير تحدثت عن وجود بنية قائمة لجيش الدولة الجديدة، ومن المعروف أن وزارة الخارجية الأميركية وفي أعقاب التوصل لاتفاق السلام الشامل بين الشمال والجنوب، منحت إحدى الشركات الأميركية الخاصة عقداً للقيام بتأهيل متمردي جنوب السودان وتحويلهم لقوة عسكرية محترفة. واختارت الحكومة الأميركية شركة «دين كورب» التي فازت بقيمة العقد المبدئي البالغة 40 مليون دولار للقيام بهذه المهمة. من الجدير بالذكر أن منظمة الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان أشارت إلى احتياج الجنوبيين للتدريب تحت إشراف حكومة جنوب السودان.
الولايات المتحدة والعديد من كبار رجال الأعمال المقربون من دوائر صناعة القرار يعرفون تماماً المستقبل الاستثماري الكبير الذي ينتظرهم هناك، مثل رجل الأعمال الأميركي فيليب هالبيرج، وهو مصرفي متقاعد، حيث ذكرت صحف أميركية أنه قام بشراء 400 ألف فدان من الأراضي في جنوب السودان.
ولا يفوت أركان إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما فرصة إلا ويؤكدون فيها على ضرورة إجراء استفتاء انفصال الجنوب، ويظهر كل ذلك بوضوح أولوية هدف إجراء الاستفتاء وانفصال الجنوب على قضايا أخرى تتعلق بالشأن السوداني.
السودان ذاهب إلى التقسيم قريباً، وسيصبح دولتين، ليست المؤامرات وحدها ما يفتت العرب. على الحكومات والأحزاب العربية الحاكمة، وخاصة تلك التي تحكم دولاً تضم أقليات دينية وأثنية، الانتباه إلى التجربة السودانية والاتعاظ.
السياف- عضو لامع
- عدد المساهمات : 9
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 03/12/2010
رد: الانفصال من وجهة نظر عامة
شكراً أخي السياف فكل ما زكرته صحيح ونرجو منك المتابعه على هذا النحو ولاكن مشكلة السودان ليسة التحالف الدولي ومؤامرات الغرب فقط يجب ان لا تنسى فساد الحكام فهو ادهى وأمر
كونن بيعرف للمحن- الادارة العليا
- السودان
عدد المساهمات : 7
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 16/07/2010
العمر : 31
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت أبريل 09, 2016 8:53 am من طرف عاشق المستحيل
» اخبار الطقس حول العالم
الأحد يناير 11, 2015 4:24 am من طرف عاشق المستحيل
» اجمل الكلمات
الأربعاء أكتوبر 08, 2014 4:51 pm من طرف عاشق المستحيل
» منتديات أم دغينة والإختلام المرفوض
الجمعة مايو 16, 2014 9:19 pm من طرف عاشق المستحيل
» صورة رئيس مصر الجديد محمد مرسي
الجمعة أغسطس 03, 2012 2:00 pm من طرف عاشق المستحيل
» الحكم على فتاة في السودان بالرجم حتى الموت
الخميس أغسطس 02, 2012 1:58 pm من طرف عاشق المستحيل
» ۩ اكبر مكتبه مصاحف مرتله ۩ باعلي جوده ومساحه مناسبه للتحميل للجميع علي اكثر من سيرفر
الثلاثاء أغسطس 23, 2011 10:36 pm من طرف عاشق المستحيل
» طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين والإخوة
الثلاثاء أغسطس 23, 2011 10:22 pm من طرف عاشق المستحيل
» اشعار الإمام الشافعي
الخميس مارس 17, 2011 7:07 pm من طرف عاشق المستحيل
» مجموعة من مواقع الكتب الالكترونية
السبت فبراير 26, 2011 10:07 pm من طرف عاشق المستحيل
» الأحاديث الثابتة في فضائل سور وآيات القرآن
السبت فبراير 26, 2011 9:22 pm من طرف عاشق المستحيل
» فائدة من سورة يوسف 100
السبت فبراير 26, 2011 9:16 pm من طرف عاشق المستحيل
» مجموعه كتب فى علم النفس للتحميل
السبت فبراير 26, 2011 7:30 pm من طرف عاشق المستحيل
» أًرحً قًـلبًـك ًهـنًـا....
السبت فبراير 26, 2011 7:28 pm من طرف عاشق المستحيل
» مـــجـــمـــــوعــــة أقــــلام
السبت فبراير 26, 2011 7:21 pm من طرف عاشق المستحيل