آخر ما الملك معزى به ( المتنبي )
صفحة 1 من اصل 1
آخر ما الملك معزى به ( المتنبي )
آخِرُ مَا المَلْكُ مُعَزّىً بِهِ
هذا الذي أثّرَ في قَلْبِهِ
لا جَزَعاً بَلْ أنَفاً شابَهُ
أنْ يَقْدِرَ الدّهْرُ على غَصْبِهِ
لَوْ دَرَتِ الدّنْيَا بمَا عِنْدَهُ
لاستَحيَتِ الأيّامُ من عَتبِهِ
لَعَلّهَا تَحْسَبُ أنّ الذي
لَيسَ لَدَيهِ لَيسَ من حِزْبِهِ
وَأنّ مَنْ بَغدادُ دارٌ لَهُ
لَيسَ مُقيماً في ذَرَا عَضْبِهِ
وَأنّ جَدّ المَرْءِ أوْطانُهُ
مَن لَيسَ منها لَيسَ من صُلبِهِ
أخَافُ أنْ تَفْطَنَ أعْداؤهُ
فيُجْفِلُوا خَوْفاً إلى قُرْبِهِ
لا بُدّ للإنْسانِ من ضَجعَةٍ
لا تَقْلِبُ المُضْجَعَ عن جَنبِهِ
يَنسى بها ما كانَ مِن عُجْبِهِ
وَمَا أذاقَ المَوْتُ من كَرْبِهِ
نحنُ بَنُو المَوْتَى فَمَا بالُنَا
نَعَافُ مَا لا بُدّ من شُرْبِهِ
تَبْخَلُ أيْدينَا بِأرْوَاحِنَا
على زَمَانٍ هيَ من كَسْبِهِ
فَهَذِهِ الأرْوَاحُ منْ جَوّهِ
وَهَذِهِ الأجْسامُ مِنْ تُرْبِهِ
لَوْ فكّرَ العاشِقُ في مُنْتَهَى
حُسنِ الذي يَسبيهِ لم يَسْبِهِ
لم يُرَ قَرْنُ الشّمسِ في شَرْقِهِ
فشَكّتِ الأنْفُسُ في غَرْبِهِ
يَمُوتُ رَاعي الضّأنِ في جَهْلِهِ
مِيتَةَ جَالِينُوسَ في طِبّهِ
وَرُبّمَا زَادَ على عُمْرِهِ
وَزَادَ في الأمنِ على سِرْبِهِ
وَغَايَةُ المُفْرِطِ في سِلْمِهِ
كَغَايَةِ المُفْرِطِ في حَرْبِهِ
فَلا قَضَى حاجَتَهُ طالِبٌ
فُؤادُهُ يَخفِقُ مِنْ رُعْبِهِ
أستَغْفِرُ الله لشَخْصٍ مضَى
كانَ نَداهُ مُنْتَهَى ذَنْبِهِ
وَكانَ مَنْ عَدّدَ إحْسَانَهُ
كأنّمَا أفْرَطَ في سَبّهِ
يُرِيدُ مِنْ حُبّ العُلَى عَيْشَهُ
وَلا يُريدُ العَيشَ من حُبّهِ
يَحْسَبُهُ دافِنُهُ وَحْدَهُ
وَمَجدُهُ في القبرِ مِنْ صَحْبِهِ
وَيُظْهَرُ التّذكيرُ في ذِكْرِهِ
وَيُسْتَرُ التأنيثُ في حُجْبِهِ
أُخْتُ أبي خَيرِ أمِيرٍ دَعَا
فَقَالَ جَيشٌ للقَنَا: لَبّهِ
يا عَضُدَ الدّوْلَةِ مَنْ رُكْنُها
أبُوهُ وَالقَلْبُ أبُو لُبّهِ
وَمَنْ بَنُوهُ زَينُ آبَائِهِ
كأنّهَا النّوْرُ عَلى قُضْبِهِ
فَخْراً لدَهْرٍ أنْتَ مِنْ أهْلِهِ
وَمُنْجِبٍ أصْبَحتَ منْ عَقْبِهِ
إنّ الأسَى القِرْنُ فَلا تُحْيِهِ
وَسَيْفُكَ الصّبرُ فَلا تُنْبِهِ
ما كانَ عندي أنّ بَدْرَ الدّجَى
يُوحِشُهُ المَفْقُودُ من شُهْبِهِ
حاشاكَ أن تَضْعُفَ عن حَملِ ما
تَحَمّلَ السّائِرُ في كُتْبِهِ
وَقَدْ حَمَلْتَ الثّقلَ من قَبْلِهِ
فأغنَتِ الشّدّةُ عَنْ سَحْبِهِ
يَدْخُلُ صَبرُ المَرْءِ في مَدْحِهِ
وَيَدْخُلُ الإشْفَاقُ في ثَلْبِهِ
مِثْلُكَ يَثْني الحُزْنَ عن صَوْبِهِ
وَيَستَرِدّ الدّمعَ عن غَرْبِهِ
إيمَا لإبْقَاءٍ عَلى فَضْلِهِ؛
إيمَا لتَسْليمٍ إلى رَبّهِ
وَلم أقُلْ مِثْلُكَ أعْني بِهِ
سِواكَ يا فَرْداً بِلا مُشْبِهِ
مواضيع مماثلة
» من هو ابو الطيب المتنبي
» أبو الطيب المتنبي
» المتنبي يمدح نفسه
» من اشعار ابو الطيب المتنبي
» أما في هذه الدنيا كريم ( المتنبي )
» أبو الطيب المتنبي
» المتنبي يمدح نفسه
» من اشعار ابو الطيب المتنبي
» أما في هذه الدنيا كريم ( المتنبي )
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت أبريل 09, 2016 8:53 am من طرف عاشق المستحيل
» اخبار الطقس حول العالم
الأحد يناير 11, 2015 4:24 am من طرف عاشق المستحيل
» اجمل الكلمات
الأربعاء أكتوبر 08, 2014 4:51 pm من طرف عاشق المستحيل
» منتديات أم دغينة والإختلام المرفوض
الجمعة مايو 16, 2014 9:19 pm من طرف عاشق المستحيل
» صورة رئيس مصر الجديد محمد مرسي
الجمعة أغسطس 03, 2012 2:00 pm من طرف عاشق المستحيل
» الحكم على فتاة في السودان بالرجم حتى الموت
الخميس أغسطس 02, 2012 1:58 pm من طرف عاشق المستحيل
» ۩ اكبر مكتبه مصاحف مرتله ۩ باعلي جوده ومساحه مناسبه للتحميل للجميع علي اكثر من سيرفر
الثلاثاء أغسطس 23, 2011 10:36 pm من طرف عاشق المستحيل
» طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين والإخوة
الثلاثاء أغسطس 23, 2011 10:22 pm من طرف عاشق المستحيل
» اشعار الإمام الشافعي
الخميس مارس 17, 2011 7:07 pm من طرف عاشق المستحيل
» مجموعة من مواقع الكتب الالكترونية
السبت فبراير 26, 2011 10:07 pm من طرف عاشق المستحيل
» الأحاديث الثابتة في فضائل سور وآيات القرآن
السبت فبراير 26, 2011 9:22 pm من طرف عاشق المستحيل
» فائدة من سورة يوسف 100
السبت فبراير 26, 2011 9:16 pm من طرف عاشق المستحيل
» مجموعه كتب فى علم النفس للتحميل
السبت فبراير 26, 2011 7:30 pm من طرف عاشق المستحيل
» أًرحً قًـلبًـك ًهـنًـا....
السبت فبراير 26, 2011 7:28 pm من طرف عاشق المستحيل
» مـــجـــمـــــوعــــة أقــــلام
السبت فبراير 26, 2011 7:21 pm من طرف عاشق المستحيل